" صفحة رقم ١٨٠ "
ويجوز أن يراد بالزكاة : العين، ويقدر مضاف محذوف وهو الأداء، وحمل البيت على هذا أصحّ، لأنها فيه مجموعة.
) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَآءَ ذالِكَ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الْعَادُونَ (
المؤمنون :( ٥ - ٧ ) والذين هم لفروجهم.....
) عَلَى أَزْواجِهِمْ ( في موضع الحال، أي الأوّالين على أزواجهم : أو قوّامين عليهنّ، من قولك : كان فلان على فلانة فمات عنها فخلف عليها فلان. ونظيره : كان زياد على البصرة، أي : والياً عليها. ومنه قولهم : فلانة تحت فلان، ومن ثمة سميت المرأة فراشاً : والمعنى : أنهم لفروجهم حافظون في كافة الأحوال، إلا في حال تزوّجهم أو تسريهم، أو تعلق ) عَلَى ( بمحذوف يدلّ عليه ) غَيْرُ مَلُومِينَ ( ( المعارج : ٣٠ ) كأنه قيل : يلامون إلا على أزواجهم، أي : يلامون على كل مباشر إلا على ما أطلق لهم، فإنهم غير ملومين عليه. أو تجعله صلة لحافظين، من قولك : احفظ عليّ عنان فرسي، على تضمينه معنى النفي، كما ضمن قولهم : نشدتك بالله إلا فعلت معنى ما طلبت منك إلا فعلك. فإن قلت : هلاقيل : من ملكت ؟ قلت : لأنه أريد من جنس العقلاء ما يجري مجرى غير العقلاء وهم الإناث جعل المستثنى حداً أوجب الوقوف عنده، ثم قال : فمن أحدث ابتغاء وراء هذا الحدّ مع فسحته واتساعه، وهو إباحة أربع من الحرائر، ومن الإماء ما شئت ) فَأُوْلَئِكَ هُمُ ( الكاملون في العدوان المتناهون فيه. فإن قلت : هل فيه دليل على تحريم المتعة ؟ قلت : لا ؛ لأنّ المنكوحة نكاح المتعة من جملة الأزواج إذا صحّ النكاح.
) وَالَّذِينَ هُمْ لاًّمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (
المؤمنون :( ٨ ) والذين هم لأماناتهم.....
وقرىء :( لأمانتهم ) سمى الشيء المؤتمن عليه والمعاهد عليه أمانة وعهداً. ومنه قوله تعالى :) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الاحمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ( ( النساء : ٥٨ ) وقال :) وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ ( ( الأنفال : ٢٧ ) وإنما تؤدّي العيون لا المعاني، ويخان المؤتمن عليه، لا الأمانة في نفسها. والراعي : القائم على الشيء بحفظ وإصلاح كراعي الغنم وراعي الرعية. ويقال : من راعي هذا الشيء ؟ أي متوليه وصاحبه : ويحتمل العموم في كل ما ائتمنوا عليه وعوهدوا من جهة الله تعالى ومن جهة الخلق، والخصوص فيما حملوه من أمانات الناس وعهودهم.
) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ( ٧ )
المؤمنون :( ٩ ) والذين هم على.....


الصفحة التالية
Icon