" صفحة رقم ١٨٤ "
وتتعيشون ) وَشَجَرَةً ( عطف على جنات. وقرئت مرفوعة على الابتداء، أي : ومما أنشيء لكم شجرة و ) طُورِ سَيْنَاء ( وطور سنين، لا يخلو إما أن يضاف فيه الطور إلى بقعة اسمها سيناء وسينون، وإمّا أن يكون اسماً للجبل مركباً من مضاف ومضاف إليه، كامريء القيس، وكبعلبك، فيمن أضاف. فمن كسر سين سيناء فقد منع الصرف للتعريف والعجمة أو التأنيث ؛ لأنها بقعة، وفعلاء لا يكون ألفه للتأنيث كعلباء وحرباء. ومن فتح فلم يصرف ؛ لأنّ الألف للتأنيث كصحراء. وقيل : هو جبل فلسطين. وقيل : بين مصر وإيلة. ومنه نودي موسى عليه السلام. وقرأ الأعمش :( سينا ) على القصر ) بِالدُّهْنِ ( في موضع الحال، أي : تنبت وفيها الدهن. وقرىء :( تنبت ) وفيه وجهان، أحدهما : أن أنبت بمعنى نبت. وأنشد لزهير : رَأَيْتُ ذَوِي الْحَاجَاتِ حَوْلَ بُيُوتِهِم
قَطِيناً لَهُمْ حَتَّى إذَا أَنْبَتَ الْبَقْلُ
والثاني : أنّ مفعوله محذوف، أي : تنبت زيتونها وفيه الزيت. وقرىء :( تنبت ) بضم التاء وفتح الباء، وحكمه حكم تنبت. وقرأ ابن مسعود : تخرج الدهن وصبع الآكلين. وغيره : تخرج بالدهن : وفي حرف أبيّ :( تثمر الدهن ) وعن بعضهم : تنبت بالدهان. وقرأ الأعمش :( وصبغاً ) وقرىء : و ( صباغ ) ونحوهما : دبغ ودباغ. والصبغ : الغمس للائتدام. وقيل : هي أوّل شجرة نبتت بعد الطوفان، ووصفها الله تعالى بالبركة في قوله :) يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ ( ( النور : ٣٥ ).
) وَإِنَّ لَكُمْ فِى الاٌّ نْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِى بُطُونِهَا وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (
المؤمنون :( ٢١ ) وإن لكم في.....
قرىء :( تسقيكم ) بتاء مفتوحة، أي : تسقيكم الأنعام ) وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ( أي تتعلق بها منافع من الركوب والحمل وغير ذلك، كما تتعلق بما لا يؤكل لحمه من الخيل والبغال والحمير. وفيها منفعة زائدة، وهي الأكل الذي هو انتفاع بذواتها، والقصد بالأنعام إلى الإبل لأنها هي المحمول عليها في العادة، وقرنها بالفلك التي هي السفائن لأنها سفائن البرّ. قال ذو الرمّة : سَفِينَةُ بَرٍّ تَحْتَ خَدِّي زِمَامُهَا ;