" صفحة رقم ١٨٦ "
تكذيبهم، سلوة النصرة عليهم، أو انصرني بإنجاز ما وعدتهم من العذاب، وهو ما كذبوه فيه حين قال لهم :) إِنّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ( ( الأعراف : ٥٩ )، ( الشعراء : ١٣٥ )، ( الأحقاف : ٢١ ). ) بِأَعْيُنِنَا ( بحفظنا وكلاءتنا، كأن معه من الله حفاظاً يكلؤونه بعيونهم، لئلا يتعرض له ولا يفسد عليه مفسد عمله. ومنه قولهم عليه من الله عين كالئة ) وَوَحْيِنَا ( أي نأمرك كيف تصنع ونعلمك. روي أنه أوحى إليه أن يصنعها على مثال جؤجؤ الطائر. روي أنه قيل لنوح عليه السلام : إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت ومن معك في السفينة، فلما نبع الماء من التنور أخبرته امرأته فركب. وقيل : كان تنور آدم عليه السلام، وكان من حجارة، فصار إلى نوح. واختلف في مكانه، فعن الشعبي : في مسجد الكوفة عن يمين الداخل مما يلي باب كندة، وكان نوح عمل السفينة وسط المسجد. وقيل : بالشام بموضع يقال له : عين وردة. وقيل : بالهند. وعن ابن عباس رضي الله عنه : التنور وجه الأرض. وعن قتادة : أشرف موضع في الأرض، أي أعلاه. وعن علي رضي الله عنه : فار التنور : طلع الفجر. وقيل : معناه أن فوران التنور كان عند تنوير الفجر. وقيل : هو مثل كقولهم : حمي الوطيس. والقول هو الأوّل. يقال : سلك فيه : دخله. وسلك غيره، وأسلكه. قال : حَتَّى إذَا أَسْلَكُوهُمْ فِي قَتَائِدِهِ ;
) مِن كُلّ زَوْجَيْنِ ( من كلّ أمتي زوجين، وهما أَمة الذكر وأمّة الأنثى، كالجمال، والنوق، والحصن والرماك ) اثْنَيْنِ ( واحدين مزدوجين، كالجمل والناقة، والحصان والرمكة : روي أنه لم يحمل إلا ما يلد ويبيض. وقرىء :( من كل ) بالتنوين، أي : من كل أمّة زوجين. واثنين : تأكيد وزيادة بيان.
جيء بعلى مع سبق الضارّ، كما جيء باللام مع سبق النافع. قال الله تعالى :) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مّنَّا الْحُسْنَى ( ( الأنبياء : ١٠١ )، ) وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ( ( الصافات : ١٧١ )، ونحو قوله تعالى :) لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ( ( البقرة : ٢٨٦ ) وقول عمر رضي الله عنه : ليتها كانت كفافاً، لا عليَّ ولا لي. فإن قلت : لم نهاه


الصفحة التالية
Icon