" صفحة رقم ١٩٤ "
وقته. ويجوز أن يراد في جزاء الخيرات كما يفعل بأهل الخير من المسلمين. و ) بَل لاَّ يَشْعُرُونَ ( استدراك لقوله :) أَيَحْسَبُونَ ( يعني : بل هم أشباه البهائم لا فطنة بهم ولا شعور، حتى يتأملوا ويتفكروا في ذلك : أهو استدراج، أم مسارعة في الخير ؟ فإن قلت : أين الراجع من خبر أنّ لها اسمها إذا لم يستكن فيه ضميره ؟ قلت : هو محذوف تقديره : نسارع به، ويسارع به، ويسارع الله به، كقوله :) إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاْمُورِ ( ( الشورى : ٤٣ ) أي إن ذلك منه، وذلك لاستطالة الكلام مع أمن الإلباس.
) إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُم بِأايَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُوْلَائِكَ يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (
المؤمنون :( ٥٧ ) إن الذين هم.....
) يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ ( يعطون ما أعطوا، وفي قراءة رسول الله ( ﷺ ) وعائشة :
( ٧٢١ ) ( يأتون ما أتوا )، أي يفعلون ما فعلوا. وعنها أنها قالت :
( ٧٢٢ ) قلت يا رسول الله، هو الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر وهو على ذلك يخاف الله ؟ قال :( لا يا ابنةَ الصدّيق، ولكنْ هُوَ الَّذِي يصلي ويصومُ ويتصدّقُ، وهو على ذَلك يخافُ اللَّه ؟ قال : لا يا ابنة الصدّيق، ولكن هو الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو على ذلك يخاف الله أن لا يقبلَ مِنْهُ. ) يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْراتِ ( يحتمل معنيين، أحدهما : أن يراد يرغبون في الطاعات أشدّ الرغبة فيبادرونها. والثاني : أنهم يتعجلون في الدنيا المنافع ووجوه الإكرام، كما قال :) فَاتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الاْخِرَةِ ( ( آل عمران :


الصفحة التالية
Icon