" صفحة رقم ٢٠٩ "
) عَبَثاً ( حال، أي : عابثين، كقوله :) لاَعِبِينَ ( أو مفعول له، أي : ما خلقناكم للعبث، ولم يدعنا إلى خلقكم إلاّ حكمة اقتضت ذلك، وهي : أن نتعبكم ونكلفكم المشاق من الطاعات وترك المعاصي، ثم نرجعكم من دار التكليف إلى دار الجزاء، فنثيب المحسن ونعاقب المسيء ) وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ ( معطوف على ) أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ ( ويجوز أن يكون معطوفاً على ) عَبَثاً ( أي : للعبث، ولترككم غير مرجوعين. وقرىء :( ترجعون ) بفتح التاء ) الْحَقُّ ( الذي يحق له الملك ؛ لأنّ كل شيء منه وإليه. أو الثابت الذي لا يزول ولا يزول ملكه. وصف العرش بالكرم لأنّ الرحمة تنزل منه والخير والبركة. أو لنسبته إلى أكرم الأكرمين، كما يقال : بيت كريم، إذا كان ساكنوه كراماً. وقرىء : الكريم، بالرفع. ونحوه :) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ( ( البروج : ١٥ ). ) لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ ( كقوله :) مَا لَمْ يُنَزّلْ بِهِ سُلْطَاناً ( ( آل عمران : ١١٥ ) وهي صفة لازمة، نحو قوله :) يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ ( ( الأنعام : ٣٨ ) جيء بها للتوكيد لا أن يكون في الآلهة ما يجوز أن يقوم عليه برهان. ويجوز أن يكون اعتراضاً بين الشرط والجزاء ؛ كقولك : من أحسن إلى زيد لا أحق بالإحسان منه، فالله مثيبه. وقرىء : أنه لا يفلح بفتح الهمزة. ومعناه : حسابه عدم الفلاح، والأصل : حسابه أنه لا يفلح هو، فوضع الكافرون موضع الضمير لأنّ ) مِنْ يَدُعُّ ( في معنى الجمع، وكذلك ) حِسَابُهُ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ( في معنى :( حسابهم أنهم لا يفلحون ).
جعل فاتحة السورة ) قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ( وأورد في خاتمتها :) إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ( فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة.
عن رسول الله ( ﷺ ) :
( ٧٢٧ ) ( مَنْ قَرَأَ سورةَ المؤمنونَ بشّرتْهُ الملائكةُ بالروحِ والريحانِ وما تقرُّ به عينُه


الصفحة التالية
Icon