" صفحة رقم ٢٢٣ "
الحسن الذي قل القائم به والحافظ له، وليتك تجد من يسمع فيسكت ولا يشيع ما سمعه بأخوات.
) لَّوْلاَ جَآءُو عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَائِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (
النور :( ١٣ ) لولا جاؤوا عليه.....
جعل الله التفصلة بين الرمي الصادق والكاذب : ثبوت شهادة الشهود الأربعة وانتفاءها والذين رموا عائشة رضي الله عنها لم تكن لهم بينة على قولهم، فقامت عليهم الحجة وكانوا ) عَندَ اللَّهِ ( أي في حكمه وشريعته كاذبين. وهذا توبيخ وتعنيف للذين سمعوا الإفك فلم يجدوا في دفعه وإنكاره، واحتجاج عليهم بما هو ظاهر مكشوف في الشرع : من وجوب تكذيب القاذف بغير بينة، والتنكيل به إذا قذف امرأة محصنة من عرض نساء المسلمين، فكيف بأمّ المؤمنين الصدّيقة بنت الصدّيق حرمة رسول الله ( ﷺ ) وحبيبة حبيب الله ؟.
) وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِى الدُّنْيَا وَالاٌّ خِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِى مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ (
النور :( ١٤ ) ولولا فضل الله.....
لولا الأولى للتحضيض، وهذه لامتناع الشيء لوجود غيره. والمعنى : ولولا أني قضيت أن أتفضل عليكم في الدنيا بضروب النعم التي من جملتها الإمهال للتوبة، وأن أترحم عليكم في الآخرة بالعفو والمغفرة، لعاجلتكم بالعقاب على ما خضتم فيه من حديث الإفك، يقال : أفاض في الحديث، واندفع، وهضب، وخاض ) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ( ظرف لمسكم، أو لأفضتم ) تَلَقَّوْنَهُ ( يأخذه بعضكم من بعض. يقال : تلقى القول وتلقنه وتلقفه. ومنه قوله تعالى :) فَتَلَقَّىءادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ ( ( البقرة : ٣٧ ) وقرىء على الأصل :( تتلقونه ) وإذ تلقونه بإدغام الذال في التاء. و ( تلقونه ) من لقيه بمعنى لقفه، و ( تلقونه )، من إلقائه بعضهم على بعض. و ( تلقونه ) و ( تأْلِقُونه )، من الولق والألق : وهو الكذب، و ( تلقونه ) : محكية عن عائشة رضي الله عنها، وعن سفيان : سمعت أمي تقرأ : إذ تثقفونه، وكان أبوها يقرأ بحرف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. فإن قلت : ما معنى قوله :) بِأَفْواهِكُمْ ( والقول لا يكون إلاّ بالفم ؟ قلت : معناه أن الشيء المعلوم