" صفحة رقم ٢٢٧ "
له لي، ورجع إلى مسطح نفقته وقال : والله لا أنزعها أبداً. وقرأ أَبو حيوة وابن قطيب :( أن تؤتوا )، بالتاء على الالتفات. ويعضده قوله :) أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ (.
) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُواْ فِى الدُّنْيَا وَالاٌّ خِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (
النور :( ٢٣ ) إن الذين يرمون.....
) الْغَافِلَاتِ ( السليمات الصدور، النقيات القلوب، اللاتي ليس فيهن دهاء، ولا مكر، لأنهنّ لم يجربن الأمور ولم يرزن الأحوال، فلا يفطنّ لما تفطن له المجربات العرافات. قال : وَلَقَدْ لَهَوْتُ بِطَفْلَةٍ مَيَّالَة
بَلْهَاءَ تُطْلِعُنِي عَلَى أَسْرَارِهَا
وكذلك البله من الرجال في قوله عليه الصلاة والسلام :
( ٧٤١ ) ( أكثر أهل الجنة البله ).
) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (
النور :( ٢٤ ) يوم تشهد عليهم.....
وقرىء :( يشهد ) بالياء. والحق : بالنصب صفة للدين وهو الجزاء، وبالرفع صفة لله، ولو فليت القرآن كله وفتشت عما أوعد به من العصاة لم تر الله تعالى قد غلظ في شيء تغليظه في إفك عائشة رضوان الله عليها، ولا أنزل من الآيات القوارع، المشحونة بالوعيد الشديد والعتاب البليغ والزجر العنيف، واستعظام ما ركب من ذلك، واستفظاع ما أقدم عليه، ما أنزل فيه على طرق مختلفة وأساليب مفتنة. كل واحد منها كاف في


الصفحة التالية
Icon