" صفحة رقم ٢٢٩ "
قَدْنِيَ مِنْ نَصْرِ الْخُبَيْبَيْنِ قَدِي ;
أراد عبد الله بن الزبير وأشياعه، وكان أعداؤه يكنونه بخبيب ابنه، وكان مضعوفاً، وكنيته المشهورة أبو بكر، إلاّ أن هذا في الاسم وذاك في الصفة، فإن قلت : ما معنى قوله :) هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ( ( النور : ٢٥ ) ؟ قلت : معناه : ذو الحق البين، أي : العادل الظاهر العدل، الذي لا ظلم في حكمه، والمحقّ الذي لا يوصف بباطل. ومن هذه صفته لم تسقط عنده إساءة مسيء، ولا إحسان محسن، فحق مثله أن يتقى ويجتنب محارمه.
) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ أُوْلَائِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (
النور :( ٢٦ ) الخبيثات للخبيثين والخبيثون.....
أي ) الْخَبِيثَاتُ ( من القول تقال أو تعدّ ) لِلْخَبِيثِينَ ( من الرجال والنساء ) وَالْخَبِيثُونَ ( منهم يتعرضون ) لِلْخَبِيثَاتِ ( من القول، وكذلك الطيبات والطيبون. و ) أُوْلَائِكَ ( إشارة إلى الطيبين، وأنهم مبرؤون مما يقول الخبيثون من خبيثات الكلم، وهو كلام جار مجرى المثل لعائشة وما رميت به من قول لا يطابق حالها في النزاهة والطيب. ويجوز أن يكون ) أُوْلَائِكَ ( إشارة إلى أهل البيت، وأنهم مبرؤون مما يقول أهل الإفك، وأن يراد بالخبيثات والطيبات : النساء، أي : الخبائث يتزوّجن الخبائث، والخباث الخبائث. وكذلك أهل الطيب. وذكر الرزق الكريم ها هنا مثله في قوله :) وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً ( ( الأحزاب : ٣١ ) وعن عائشة : لقد أعطيت تسعاً ما أعطيتهنّ امرأة : لقد