" صفحة رقم ٢٤٦ "
ظهوره وبيانه، كقوله تعالى :) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ ءامَنُواْ يُخْرِجُهُم مّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ( ( البقرة : ٢٥٧ ) : أي من الباطل إلى الحق. وأضاف النور إلى السماوات والأرض لأحد معنيين : إما للدلالة على سعة إشراقه وفشوّ إضاءته حتى تضيء له السماوات والأرض. وإما أن يراد أهل السماوات والأرض وأنهم يستضيئون به ) مَثَلُ نُورِهِ ( أي صفة نوره العجيبة الشأن في الإضاءة ) كَمِشْكَاةٍ ( كصفة مشكاة وهي الكوّة في الجدار غير النافذة ) فِيهَا مِصْبَاحٌ ( سراج ضخم ثاقب ) فِى زُجَاجَةٍ ( أراد قنديلاً من زجاج شامي أزهر. شبهه في زهرته بأحد الدراري من الكواكب وهي المشاهير، كالمشتري والزهرة والمرّيخ وسهيل ونحوها ) توقد ( هذا المصباح ) الاْرْضِ مِن شَجَرَةٍ ( أي ابتدأ ثقوبه من شجرة الزيتون، يعني : زويت ذبالته بزيتها ) مُّبَارَكَةٍ ( كثيرة المنافع. أو : لأنها تنبت في الأرض التي بارك فيها للعالمين. وقيل : بارك فيها سبعون نبياً، منهم إبراهيم عليه السلام. وعن النبي ( ﷺ ) :
( ٧٦١ ) ( عليكمُ بهذِهِ الشجرةِ زيتُ الزيتونِ فتداوَوا بهِ، فإنه مصحةٌ منَ الباسورِ ) ) لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ ( أي منبتها الشام. وأجود الزيتون : زيتون الشام. وقيل : لا غب مضحى ولا مقنأة. ولكن الشمس والظل يتعاقبان عليها وذلك أجود لحملها وأصفى لدهنها. قال رسول الله ( ﷺ ) :
( ٧٦٢ ) ( لا خيرَ في شجرةٍ في مقنأة، ولا نباتٍ في مقنأةٍ، ولا خيرَ فيهما في مضحَى ). وقيل : ليست مما تطلع عليه الشمس وفي وقت شروقها أو غروبها فقط، بل تصيبها بالغداة والعشي جميعاً، فهي شرقية وغربية، ثم وصف الزيت بالصفاء والوبيص