" صفحة رقم ٢٥٤ "
وَأُوْلَائِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (
النور :( ٥١ ) إنما كان قول.....
وعن الحسن : قول المؤمنين، بالرفع والنصب أقوى، لأنّ أولى الإسمين بكونن اسماً لكان. أو غلهما في التعريف ؛ وأن يقولوا : أوغل، لأنه لا سبيل عليه للتنكير، بخلاف قول المؤمنين، وكان هذا من قبيل كان في قوله :) مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ( ( مريم : ٣٥ )، ) مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَاذَا ( ( النور : ١٦ ) وقرىء :( ليحكم ) على البناء للمفعول. فإن قلت : إلام أسند يحكم ؟ ولا بدّ له من فاعل. قلت : هو مسند إلى مصدره، لأن معناه : ليفعل الحكم بينهم، ومثله : جمع بينهما ؛ وألف بينهما. ومثله ) لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ ( ( الأنعام : ٩٤ ) فيمن قرأ ( بينكم ) منصوباً : أي وقع التقطع بينكم. وهذه القراءة مجاوبة لقوله :) دَّعَوَا (.
) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الْفَآئِزُون (
النور :( ٥٢ ) ومن يطع الله.....
قرىء :( ويتقه )، بكسر القاف والهاء مع الوصل وبغير وصل. وبسكون الهاء، وبسكون القاف وكسر الهاء : شبه تقه بكتف فخفف، كقوله : قَالَتْ سُلَيْمَى اشْتَرْ لَنَا سَوِيقَا ;
ولقد جمع الله في هذه الآية أسباب الفوز. وعن ابن عباس في تفسيرها ) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ ( في فرائضه ) وَرَسُولُهُ ( في سننه ) وَيَخْشَ اللَّهَ ( على ما مضى من ذنوبه ) وَيَتَّقْهِ ( فيما يستقبل. وعن بعض الملوك أنه سأل عن آية كافية فتليت له هذه الآية.
) وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لاَّ تُقْسِمُواْ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (
النور :( ٥٣ ) وأقسموا بالله جهد.....
جهد يمينه : مستعار من جهد نفسه : إذا بلغ أقصى وسعها، وذلك إذا بالغ في اليمين وبلغ غاية شدّتها ووكادتها. وعن ابن عباس رضي الله عنه : من قال بالله، جهد يمينه. وأصل : أقسم جهد اليمين : أقسم يجهد اليمين جهداً، فحذف الفعل وقدّم المصدر فوضع موضعه مضافاً إلى المفعول كقوله :) فَضَرْبَ الرّقَابِ ( ( محمد : ٤ ) وحكم هذا