" صفحة رقم ٢٥٨ "
وطرح ما ينام فيه من الثياب ولبس ثياب اليقظة. وبالظهيرة : لأنها وقت وضع الثياب للقائلة. وبعد صلاة العشاء ؛ لأنه وقت التجرّد من ثياب اليقظة والالتحاف بثياب النوم. وسمى كل واحدة من هذه الأحوال عورة ؛ لأن الناس يختلّ تسترهم وتحفظهم فيها. والعورة : الخلل. ومنها : أعور الفارس، وأعور المكان، والأعور : المختل العين. ثم عذرهم في ترك الاستئذان وراء هذه المرات، وبين وجه العذر في قوله :) طَوفُونَ عَلَيْكُمْ ( يعني أن بكم وبهم حاجة إلى المخالطة والمداخلة : يطوفون عليكم بالخدمة، وتطوفون عليهم للاستخدام ؛ فلو جزم الأمر بالاستئذان في كل وقت، لأدّى إلى الحرج. وروي :
( ٧٦٦ ) أن مدلج بن عمرو : وكان غلاماً أنصارياً : أرسله رسول الله ( ﷺ ) وقت الظهر إلى عمر ليدعوه، فدخل عليه وهو نائم، وقد انكشف عنه ثوبه، فقال عمر : لوددت أنّ الله عزّ وجلّ نهى آباءنا وأبناءنا وخدمنا أن لا يدخلوا علينا هذه الساعات إلاّ بإذن، ثم انطلق معه إلى النبي ( ﷺ ). فوجده وقد أنزلت عليه هذه الآية.
وهي إحدى الآيات المنزلة بسبب عمر رضي الله تعالى عنه.
وقيل :
( ٧٦٧ ) نزلت في أسماء بنت أبي مرشد، قالت : إنا لندخل على الرجل والمرأة ولعلهما يكونان في لحاف واحد. وقيل : دخل عليها غلام لها كبير في وقت كرهت دخوله، فأتت رسول الله ( ﷺ ) فقالت : إن خدمنا وغلماننا يدخلون علينا في حال نكرهها. وعن أبي عمرو :) الْحُلُمَ ( بالسكون وقرىء :) ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ ( بالنصب بدلاً عن ثلاث مرات، أي : أوقات ثلاث عورات. وعن الأعمش : عورات على لغة هذيل. فإن قلت : ما محلّ ليس عليكم ؟ قلت : إذا رفعت ثلاث عورات كان ذلك في محل الرفع على الوصف. والمعنى : هنّ ثلاث عورات مخصوصة بالاستئذان، وإذا نصبت : لم يكن له