" صفحة رقم ٢٨ "
خلفه : إذا عقبه، ثم قيل في عقب الخير ( خلف ) بالفتح، وفي عقب السوء : خلف، بالسكون، كما قالوا ( وعد ) في ضمان الخير، و ( عيد ) في ضمان الشر. عن ابن عباس رضي الله عنه : هم اليهود، تركوا الصلاة المفروضة، وشربوا الخمر، واستحلوا نكاح الأخت من الأب. وعن إبراهيم ومجاهد رضي الله عنهما : أضاعوها بالتأخير. وينصر الأول قوله :) إِلاَّ مَن تَابَ وَءامَنَ ( يعني الكفار. وعن علي رضي الله عنه في قوله :) وَاتَّبَعُواْ الشَّهَواتِ ( من بني الشديد، وركب المنظور، ولبس المشهور. وعن قتادة رضي الله عنه : هو في هذه الأمة. وقرأ ابن مسعود والحسن والضحاك رضي الله عنهم :( الصلوات ) بالجمع.
كل شر عند العرب : غيّ، وكل خير : رشاد. قال المرقش : فَمَنْ يَلْقَ خَيْراً تَحْمَدِ النَّاس أمْرَه
وَمَنْ يَغْوَ لاَ يَعْدَمْ عَلَى الغَيِّ لاَئِمَا
وعن الزجاج : جزاء غيّ، كقوله تعالى :) يَلْقَ أَثَاماً ( أي مجازاة أثام. أو غياً عن طريق الجنة. وقيل :( غيّ ) واد في جهنم تستعيذ منه أوديتها. وقرأ الأخفش ( يلقون ).
) إِلاَّ مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَائِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً (
مريم :( ٦٠ ) إلا من تاب.....
قرىء :( يدخلون ) ( ويدخلون ) أي لا ينقصون شيئاً من جزاء أعمالهم ولا يمنعونه، بل يضاعف لهم، بياناً لأن تقدّم الكفر لا يضرهم إذا تابوا من ذلك، من قولك : ما ظلمك أن تفعل كذا، بمعنى : ما منعك، أو لا يظلمون البتة، أي شيئاً من الظلم.
) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِى وَعَدَ الرَّحْمَانُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً (
مريم :( ٦١ ) جنات عدن التي.....
لما كانت الجنة مشتملة على جنات عدن أبدلت منها، كقولك : أبصرت دارك القاعة والعلالي. و ( عدن ) معرفة علم، بمعنى العدن وهو الإقامة، كما جعلوا فينة، وسحر، وأمس فيمن لم يصرفه أعلاماً لمعاني : الفينة والسحر، والأمس، فجرى مجرى العدن لذلك. أو هو علم لأرض الجنة ؛ لكونها مكان إقامة، ولولا ذلك لما ساغ الإبدال ؛ لأن النكرة لا تبدل من المعرفة إلا موصوفة، ولما ساغ وصفها بالتي. وقرىء ( جنات عدن ) ( وجنةُ عدن ) بالرفع على الابتداء. أي : وعدها وهي غائبة عنهم غير حاضرة. أو هم غائبون عنها لا يشاهدونها. أو بتصديق الغيب والإيمان به. قيل في


الصفحة التالية
Icon