" صفحة رقم ٢٨٠ "
من التحاسين والزين.
) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَآءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَئِكَةُ تَنزِيلاً (
الفرقان :( ٢٥ ) ويوم تشقق السماء.....
وقرىء :) تَشَقَّقُ ( والأصل : تتشقق، فحذف بعضهم التاء، وغيره أدغمها. ولما كان انشقاق السماء بسبب طلوع الغمام منها، جعل الغمام كأنه الذي تشقّق به السماء، كما تقول : شقّ السنام بالشفرة وانشق بها. ونظيره قوله تعالى :) السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ ( ( المزمل : ١٨ ). فإن قلت : أي فرق بين قولك : انشقت الأرض بالنبات، وانشقت عن النبات ؟ قلت : معنى انشقت به : أن الله شقها بطلوعه فانشقت به. ومعنى : انشقت عنه : أن التربة ارتفعت عنه عند طلوعه. والمعنى : أن السماء تنفتح بغمام يخرج منها، وفي الغمام الملائكة ينزلون وفي أيديهم صحائف أعمال العباد، وروي : تنشق سماء سماء، وتنزل الملائكة إلى الأرض. وقيل : هو غمام أبيض رقيق، مثل الضبابة، ولم يكن إلاّ لبني إسرائيل في تيههم. وفي معناه قوله تعالى :) هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ ( ( البقرة : ٢١٠ ). وقرىء : وننزل الملائكة، وتنزل الملائكة، ونزل الملائكة، وأنزل الملائكة، ونزل الملائكة، ونزل الملائكة، ونزل الملائكة : على حذف النون الذي هوفاء الفعل من ننزل : قراءة أهل مكة.
) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَانِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً (
الفرقان :( ٢٦ ) الملك يومئذ الحق.....
الحق : الثابت ؛ لأن كل ملك يزول يومئذ ويبطل، ولا يبقى إلاّ ملكه.
) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يالَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ياوَيْلَتَا لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً لَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِى وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً (
الفرقان :( ٢٧ ) ويوم يعض الظالم.....
عضّ اليدين والأنامل، والسقوط في اليد، وأكل البنان، وحرق الأسنان والأرم، وقرعها : كنايات عن الغيظ والحسرة، لأنها من روادفها، فيذكر الرادفة ويدلّ بها على المردوف، فيرتفع الكلام به في طبقة الفصاحة، ويجد السامع عنده في نفسه من الروعة والاستحسان، ما لا يجده عند لفظ المكنى عنه. وقيل :