" صفحة رقم ٢٨٢ "
الذّكْرِ ( عن ذكر الله، أو القرآن، أو موعظة الرسول. ويجوز أن يريد نطقه بشهادة الحق، وعزمه على الإسلام. والشيطان : إشارة إلى خليله، سماه شيطاناً لأنه أضله كما يضلّ الشيطان، ثم خذله ولم ينفعه في العاقبة، أو أراد إبليس، وأنه هو الذي حمله على مخالة المضل ومخالفة الرسول، ثم خذله. أو أراد الجنس. وكل من تشيطن من الجنّ والإنس. ويحتمل أن يكون ) وَكَانَ الشَّيْطَانُ ( حكاية كلام الظالم، وأن يكون كلام الله. اتخذت : يقرأ على الإدغام والإظهار والإدغام أكثر.
) وَقَالَ الرَّسُولُ يارَبِّ إِنَّ قَوْمِى اتَّخَذُواْ هَاذَا الْقُرْءاَنَ مَهْجُوراً (
الفرقان :( ٣٠ ) وقال الرسول يا.....
الرسول : محمد ( ﷺ ) وقومه قريش، حكى الله عنه شكواه قومه إليه. وفي هذه الحكاية تعظيم للشكاية وتخويف لقومه ؛ لأن الأنبياء كانوا إذا التجئوا إليه وشكوا إليه قومهم : حلّ بهم العذاب ولم ينظروا.
) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (
الفرقان :( ٣١ ) وكذلك جعلنا لكل.....
ثم أقبل عليه مسلياً ومواسياً وواعداً النصرة عليهم، فقال :) وَكَذالِكَ ( كان كل نبيّ قبلك مبتلى بعداوة قومه. وكفاك بي هادياً إلى طريق قهرهم والانتصار منهم. وناصراً لك عليهم مهجوراً : تركوه وصدّوا عنه وعن الإيمان به. وعن النبي ( ﷺ ) :
( ٧٧٣ ) ( من تعلم القرآن وعلمه وعلق مصحفاً لم يتعاهده ولم ينظر فيه، جاء يوم القيامة متعلقاً به يقول : يا رب العالمين، عبدك هذا اتخذني مهجوراً، اقضي بيني وبينه )، وقيل : هو من هجر، إذا هذي، أي : جعلوه مهجوراً فيه. فحذف الجار وهو على وجهين، أحدهما : زعمهم أنه هذيان وباطل وأساطير الأوّلين. والثاني : أنهم كانوا إذا سمعوه هجروا فيه، كقوله تعالى :) لاَ تَسْمَعُواْ لِهَاذَا الْقُرْءانِ وَالْغَوْاْ فِيهِ ( ( فصلت : ٢٦ ) ويجوز أن يكون المهجور بمعنى الهجر، كالمجلود والمعقول. والمعنى : اتخذوه هجراً والعدوّ : يجوز أن يكون واحداً وجمعاً. كقوله :) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِى ( ( الشعراء : ٧٧ ) وقيل المعنى : وقال الرسول يوم القيامة.
) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَائِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً (
الفرقان :( ٣٢ ) وقال الذين كفروا.....