" صفحة رقم ٢٨٤ "
في الأسنان : وهو تفليجها. يقال : ثغر رتل ومرتل، ويشبه بنور الأقحوان في تفليجه. وقيل : هو أن نزله مع كونه متفرقاً على تمكث وتمهل في مدة متباعدة وهي عشرون سنة. ولم يفرقه في مدة متقاربة ) وَلاَ يَأْتُونَكَ ( بسؤال عجيب من سؤالاتهم الباطلة كأنه مثل في البطلان إلاّ أتيناك نحن بالجواب الحق الذي لا محيد عنه وبما هو أحسن معنى، ومأدّى من سؤالهم. ولما كان التفسير هو التكشيف عما يدلّ عليه الكلام، وضع موضع معناه فقالوا : تفسير هذا الكلام كيت وكيت، كما قيل : معناه كذا وكذا. أو لا يأتونك بحال وصفه عجيبة يقولون : هلا كانت هذه صفتك وحالك، نحو : أن يقرن بك ملك ينذر معك، أو يلقى إليك كنز، أو تكون لك جنة، أو ينزل عليك القرآن جملة، إلاّ أعطيناك نحن من الأحوال ما يحق لك في حكمتنا ومشيئتنا أن تعطاه، وما هو أحسن تكشيفاً لما بعثت عليه ودلالة على صحته، يعني : أن تنزيله مفرقاً وتحدّيهم بأن يأتوا ببعض تلك التفاريق كما نزل شيء منها : أدخل في الإعجاز وأنور للحجة من أن ينزل كله جملة ويقال لهم جيئوا بمثل هذا الكتاب في فصاحته مع بعد ما بين طرفيه، كأنه قيل لهم : إن حاملكم على هذه السؤالات أنكم تضللون سبيله وتحتقرون مكانه ومنزلته، ولو نظرتم بعين الإنصاف وأنتم من المسحوبين على وجوههم إلى جهنم، لعلمتم أن مكانكم شرّ من مكانه وسبيلكم أضلّ من سبيله. وفي طريقته قوله :) هَلْ أُنَبّئُكُمْ بِشَرّ مّن ذالِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ ( الآية ( المائدة : ٦٠ ). ويجوز أن يراد بالمكان : الشرف والمنزلة، وأن يراد الدار والمسكن، كقوله :) أَىُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً ( ( مريم : ٧٣ ) ووصف السبيل بالضلال من الإسناد المجازي وعن النبي ( ﷺ ) :
( ٧٧٥ ) ( يُحشَرُ الناسُ يومَ القيامةِ على ثلاثِ أثلاثٍ : ثلثٌ على الدوابِ وثلثٌ على وجوههِم، وثلثٌ على أقدامِهِم ينسلونَ نسلاً ).
) وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً فَقُلْنَا اذْهَبَآ إِلَى الْقَوْمِ


الصفحة التالية
Icon