" صفحة رقم ٣١١ "
والجمع، كما يفعل بالصفة بالمصادر، نحو : صوم، وزور. قال : أَلِكْنِي إِلَيْهَا وَخَبْرٌ الرَّسُو
لِ أَعْلَمُهُمْ بِنَوَاحِي الْخَبَرْ
فجعله للجماعة. والشاهد في الرسول بمعنى الرسالة قوله : لَقَدْ كَذَبَ الوَاشُونَ مَا فُهْتُ عِنْدَهُم
بِسِرٍّ وَلاَ أَرْسَلْتُهُمْ بِرَسُولِ
ويجوز أن يوحد، لأنّ حكمهما لتساندهما، واتفاقهما على شريعة واحدة، واتحادهما لذلك وللإخوة كان حكماً واحداً، فكأنهما رسول واحد. أو أريد أنّ كل واحد منا ) أَنْ أَرْسِلْ ( بمعنى : أن أرسل ؛ لتضمن الرسول معنى الإرسال. وتقول : أرسلت إليك أن أفعل كذا، لما في الإرسال من معنى القول، كما في المناداة والكتابة ونحو ذلك. ومعنى هذا الإرسال : التخلية والإطلاق كقولك : أرسل البازي، يريد : خلهم يذهبوا معنا إلى فلسطين، وكانت مسكنهما. ويروى أنهما انطلقا إلى باب فرعون فلم يؤذن لهما سنة، حتى قال البواب : إنّ ههنا إنساناً يزعم أنه رسول رب العالمين، فقال : ائذن له لعلنا نضحك منه، فأدّيا إليه الرسالة، فعرف موسى فقال له :) أَلَمْ نُرَبّكَ ( حذف : فأتيا فرعون فقالا له ذلك، لأنه معلوم لا يشتبه. وهذا النوع من الاختصار كثير في التنزيل. الوليد : الصبي لقرب عهده من الولادة. وفي رواية عن أبي عمرو : من عمرك، بسكون الميم ) سِنِينَ ( قيل : مكث عندهم ثلاثين سنة. وقيل : وكز القطبي وهو ابن ثنتي عشرة سنة، وفرّ منهم على أثرها، والله أعلم بصحيح ذلك. وعن الشعبي : فعلتك بالكسر، وهي قتلة القبطي، لأنه قتله بالوكزة وهو ضرب من القتل. وأما الفعلة ؛ فلأنها كانت وكزة واحدة. عدد عليه نعمته من تربيته وتبليغه مبلغ الرجال، ووبخه بما جرى على يده من قتل خبازه، وعظم ذلك وفظعه بقوله :) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِى فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ( يجوز أن يكون حالاً، أي : قتلته وأنت لذاك من الكافرين بنعمتي. أو أنت إذ ذاك ممن تكفرهم الساعة، وقد افترى عليه أو جهل أمره ؛ لأنه كان يعايشهم بالتقية، فإنّ الله تعالى


الصفحة التالية
Icon