" صفحة رقم ٣١٧ "
مرجئون لأمر الله. والمعنى : أخره ومناظرته لوقت اجتماع السحرة. وقيل : احبسه ) حَاشِرِينَ ( شرطاً يحشرون السحرة، وعارضوا قوله : إن هذا لساحر، بقولهم : بكل سحار، فجاؤوا بكلمة الإحاطة وصفة المبالغة، ليطامنوا من نفسه ويسكنوا بعض قلقه. وقرأ الأعمش : بكل ساحر.
) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُمْ مُّجْتَمِعُونَ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُواْ هُمُ الْغَالِبِينَ (
الشعراء :( ٣٨ ) فجمع السحرة لميقات.....
اليوم المعلوم : يوم الزينة. وميقاته : وقت الضحى ؛ لأنه الوقت الذي وقته لهم موسى صلوات الله عليه من يوم الزينة في قوله :) مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ( ( طه : ٥٩ ) والميقات : ما وقت به، أي حدد من زمان أو مكان. ومنه : مواقيت الإحرام ) هَلْ أَنتُمْ مُّجْتَمِعُونَ ( استبطاء لهم في الاجتماع، والمراد منه : استعجالهم واستحثاثهم، كما يقول الرجل لغلامه : هل أنت منطلق : إذا أراد أن يحرّك منه ويحثه على الانطلاق، كأنما يخيل له أن أن الناس قد انطلقوا وهو واقف. ومنه قول تأبط شراً : هَلْ أَنْتَ بَاعِثُ دِينَارٍ لِحَاجَتِنَا
أَو عَبْدَ رَبٍّ أَخَا عَوْنِ بْنِ مِخْرَاقِ
يريد : ابعثه إلينا سريعاً ولا تبطىء به ) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ ( أي في دينهم إن غلبوا موسى، ولا نتبع موسى في دينه. وليس غرضهم باتباع السحرة، وإنما الغرض الكلي : أن لا يتبعوا موسى، فساقوا الكلام مساق الكناية ؛ لأنهم إذا اتبعوهم لم يكونوا متبعين لموسى عليه السلام.
) فَلَمَّا جَآءَ السَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنَا لاّجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (
الشعراء :( ٤١ ) فلما جاء السحرة.....
وقرىء :( نعم ) بالكسر، وهما لغتان. ولما كان قوله :) أَإِنَّ لَنَا لاّجْراً ( في معنى جزاء الشرط، لدلالته عليه، وكان قوله :) وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ( معطوفاً عليه ومدخلاً