" صفحة رقم ٣٢٢ "
السماء ) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ ( حيث انفلق البحر ) الاْخَرِينَ ( قوم فرعون، أي : قربناهم من بني إسرائيل : أو أدنينا بعضهم من بعض، وجمعناهم حتى لا ينجو منهم أحد، أو قدمناهم إلى البحر. وقرىء :( وأزلقنا )، بالقاف، أي : أزللنا أقدامهم. والمعنى : أذهبنا عزهم، كقوله : تَدَارَكْتُمَا عَبْساً وَقَدْ ثُلَّ عَرْشُهَا
وَذُبْيَانَ إذْ زَلَّتْ بِأَقْدَامِهَا النَّعْلُ
ويحتمل أن يجعل الله طريقهم في البحر على خلاف ما جعله لبني إسرائيل يبساً فيزلقهم فيه.
الشعراء :( ٦٥ - ٦٦ ) وأنجينا موسى ومن.....
عن عطاء بن السائب أن جبريل عليه السلام كان بين بني إسرائيل وبين آل فرعون، فكان يقول لبني إسرائيل : ليلحق آخركم بأولكم. ويستقبل القبط فيقول : رويدكم يلحق آخركم. فلما انتهى موسى إلى البحر قال له مؤمن آل فرعون وكان بين يدي موسى : أين أمرت فهذا البحر أمامك وقد غشيك آل فرعون ؟ قال : أمرت بالبحر ولا يدري موسى ما يصنع، فأوحى الله تعالى إليه : أن أضرب بعصاك البحر، فضربه فصار فيه اثنا عشر طريقاً : لكل سبط طريق. وروي أنّ يوشع قال : يا كليم الله، أين أمرت فقد غشينا فرعون والبحر أمامنا ؟ قال موسى : ههنا. فخاض يوشع الماء وضرب موسى بعصاه البحر فدخلوا. وروي أنّ موسى قال عند ذلك : يا من كان قبل كل شيء، والمكوّن لكل شيء، والكائن بعد كل شيء. ويقال : هذا البحر هو بحر القلزم. وقيل : هو بحر من وراء مصر، يقال له : أساف ) إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً ( أية آية، وآية لا توصف، وقد عاينها الناس وشاع أمرها فيهم،
الشعراء :( ٦٧ - ٦٨ ) إن في ذلك.....
وما تنبه عليها أكثرهم، ولا آمن بالله. وبنو إسرائيل : الذين كانوا أصحاب موسى المخصوصين بالإنجاء قد سألوه بقرة يعبدونها، واتخذوا العجل، وطلبوا رؤية الله جهرة ) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ( المنتقم من أعدائه ) الرَّحِيمِ ( بأوليائه.
) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لاًّبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (
الشعراء :( ٦٩ ) واتل عليهم نبأ.....
كان إبراهيم عليه السلام يعلم أنهم عبدة أصنام ؛ ولكنه سألهم ليريهم أنّ ما يعبدونه ليس من استحقاق العبادة في شيء، كما تقول للتاجر : ما مالك ؟ وأنت تعلم أنّ ماله


الصفحة التالية
Icon