" صفحة رقم ٣٣٦ "
إِنَّ فِى ذَلِكَ لاّيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (
الشعراء :( ١٦٨ - ١٧٥ ) قال إني لعملكم.....
و ) مّنَ الْقَالِينَ ( أبلغ من أن يقول : إني لعملكم قال : كما تقول : فلان من العلماء، فيكون أبلغ من قولك : فلان عالم ؛ لأنك تشهد له بكونه معدوداً في زمرتهم، ومعروفة مساهمته لهم في العلم. ويجوز أن يريد : من الكاملين في قلاكم. والقلي : البغض الشديد، كأنه بغض يقلي الفؤاد والكبد. وفي هذا دليل على عظم المعصية، والمراد : القلي من حيث الدين والتقوى، وقد تقوى همة الدِّين في دين الله حتى تقرب كراهته للمعاصي من الكراهة الجبلية ) مِمَّا يَعْمَلُونَ ( من عقوبة عملهم وهو الظاهر. ويحتمل أن يريد بالتنجية : العصمة. فإن قلت : فما معنى قوله :) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عَجُوزاً ( ؟ قلت : معناه أنه عصمه وأهله من ذلك إلا العجوز، فإنها كانت غير معصومة منه، لكونها راضية بد ومعينة عليه ومحرشة، والراضي بالمعصية في حكم العاصي. فإن قلت : كان أهله مؤمنين ولولا ذلك لما طلب لهم النجاة، فكيف استثنيت الكافرة منهم : قلت الاستثناء إنما وقع من الأهل وفي هذا الاسم لها معهم شركة بحق الزواج وإن لم تشاركهم في الإيمان. فإن قلت :) فِى الْغَابِرِينَ ( صفة لها، كأنه قيل : إلا عجوزاً غابرة، ولم يكن الغبور صفتها وقت تنجيتهم قلت : معناه إلا عجوزاً مقدّراً غبورها. ومعنى الغابرين في العذاب والهلاك : غير الناجين. قيل : إنها هلكت مع من خرج من القرية بما أمطر عليهم من الحجارة. والمراد بتدميرهم : الائتفاك بهم، وأمّا الإمطار : فعن قتادة : أمطر الله على شذاذ القوم حجارة من السماء فأهلكم. وعن ابن زيد : لم يرض بالائتفاك حتى أتبعه مطراً من حجارة، وفاعل ) سَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ( ولم يرد بالمنذرين قوماً بأعيانهم، إنما هو للجنس، والمخصوص بالذمّ محذوف، وهو مطرهم.
) كَذَّبَ أَصْحَابُ لْأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (
الشعراء :( ١٧٦ ) كذب أصحاب الأيكة.....
قرىء :( أصحاب الأيكة ) بالهمزة وبتخفيفها، وبالجرّ على الإضافة وهو الوجه.