" صفحة رقم ٣٥٢ "
( الأعراف : ١٦١ ) ومنه ما نحن بصدده. والثاني : نحو قوله تعالى :) شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ ( ( آل عمران : ١٨ )، ) هُدًى وَبُشْرَى ( في محل النصب أو الرفع، فالنصب على الحال، أي : هادية ومبشرة ؛ والعامل فيها ما في تلك من معنى الإشارة، والرفع على ثلاثة أوجه، على : هي هدى وبشرى، وعلى البدل من الآيات، وعلى أن يكون خبراً بعد خبر، أي : جمعت أنها آيات، وأنها هدى وبشرى. والمعنى في كونها هدى للمؤمنين : أنها زائدة في هداهم. قال الله تعالى :) وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ ( ( التوبة : ١٢٤ ) فإن قلت :) وَهُم بِالاْخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ( كيف يتصل بما قبله ؟ قلت : يحتمل أن يكون من جملة صلة الموصول، ويحتمل أن تتم الصلة عنده ويكون جملة اعتراضية، كأنه قيل : وهؤلاء الذين يؤمنون ويعملون الصالحات من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة : هم المقنون بالآخرة، وهو الوجه. ويدل عليه أنه عقد جملة ابتدائية وكرّر فيها المبتدأ الذي هو ) وَهُمْ ( حتى صار معناها : وما يوقن بالآخرة حق الإيقان إلا هؤلاء الجامعون بين الإيمان والعمل الصالح، لأنّ خوف العاقبة يحملهم على تحمل المشاق.
) إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاٌّ خِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ أُوْلَائِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِى الاٌّ خِرَةِ هُمُ الاٌّ خْسَرُونَ (
النمل :( ٤ ) إن الذين لا.....
فإن قلت : كيف أسند تزيين أعمالهم إلى ذاته، وقد أسنده إلى الشيطان في