" صفحة رقم ٣٦١ "
وقيل : كان اسمها طاخية. وعن قتادة أنه دخل الكوفة فالتف عليه الناس، فقال : سلوا عما شئتم، وكان أبو حنيفة رحمه الله حاضراً وهو غلام حدث. فقال : سلوه عن نملة سليمان، أكانت ذكراً أم أنثى ؟ فسألوه فأفحم، فقال أبو حنيفة : كانت أنثى، فقيل له : من أين عرفت ؟ قال : من كتاب الله، وهو قوله :) قَالَتْ نَمْلَةٌ ( ولو كانت ذكراً لقال : قال نملة. وذلك أنّ النملة مثل الحمامة والشاة في وقوعها على الذكر والأنثى، فيميز بينهما بعلامة، نحو قولهم : حمامة ذكر، وحمامة أنثى، وهو وهي. وقرىء :( مسكنكم ولا يحطمنكم ) بتخفيف النون، وقرىء :( لا يحطمنكم ) بفتح الحاء وكسرها. وأصله : يحتطمنكم. ولما جعلها قائلة والنمل مقولالهم كما يكون في أولي العقل : أجرى خطابهم مجرى خطابهم. فإن قتل : لا يحطمنكم ما هو ؟ قلت : يحتمل أن يكون جواباً للأمر، وأن يكون نهياً بدلاً من الأمر، والذي جوّز أن يكون بدلاً منه : أنه في معنى : لا تكونوا حيث أنتم فيحطمكم، على طريقة : لا أرينك ههنا، أراد : لا يحطمنكم جنود سليمان، فجاء بما هو أبلغ، ونحوه : عجبت من نفسي ومن إشفاقها.
) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَى وَالِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (
النمل :( ١٩ ) فتبسم ضاحكا من.....
ومعنى ) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً ( تبسم شارعاً في الضحك وآخذاً فيه، يعني أنه قد تجاوز حدّ التبسم إلى الضحك، وكذلك ضحك الأنبياء عليهم السلام. وأما ما روي :
( ٧٩٦ ) أن رسول الله ( ﷺ ) ضحك حتى بدت نواجذه فالغرض المبالغة في وصف


الصفحة التالية
Icon