" صفحة رقم ٣٧ "
وعن ابن عباس : قد يرد الشيءُ الشيءَ ولا يدخله، كقوله تعالى :) وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ ( ( القصص : ٢٣ ) ووردت القافلة البلد، وإن لم تدخله ولكن قربت منه. وعن مجاهد : ورود المؤمن النار هو مس الحمى جسده في الدنيا، بقوله عليه الصلاة والسلام.
( ٦٧٢ ) ( الحمى من فيح جهنم ) وفي الحديث
( ٦٧٣ ) ( الحمى حظ كل مؤمن من النار ) ويجوز أن يراد بالورود : جثوهم حولها. وإن أريد الكفار خاصة، فالمعنى بين.
الحتم : مصدر حتم الأمر إذا أوجبه، فسمى به الموجب، كقولهم : خلق الله، وضرب الأمير، أي : كان ورودهم واجباً على الله، أوجبه على نفسه وقضى به، وعزم على أن لا يكون غيره قرىء ) نُنَجّى ( و ( ننجى ) و ( ينجى ) و ( ينجى ) على ما لم يسم فاعله. إن أريد الجنس بأسره فهو ظاهر، وإن أريد الكفرة وحدهم فمعنى ) ثُمَّ نُنَجّى ( ) الَّذِينَ اتَّقَوْاْ ( أنّ المتقين يساقون إلى الجنة عقيب ورود الكفار، لا أنهم يواردونهم ثم يتخلصون وفي قراءة ابن مسعود وابن عباس والجحدري وابن أبي ليلى ( ثَمَّ ننجى ) بفتح الثاء، أي هناك. وقوله :) وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً ( دليل على أنّ المراد بالورود الجثوّ حواليها، وأن المؤمنين يفارقون الكفرة إلى الجنة بعد تجاثيهم، وتبقى الكفرة في مكانهم جاثين.
) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا بِيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَىُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً (
مريم :( ٧٣ ) وإذا تتلى عليهم.....
) بَيّنَاتٍ ( مرتلات الألفاظ، ملخصات المعاني : مبينات المقاصد : إما محكمات أو متشابهات، قد تبعها البيان بالمحكمات. أو بتبيين الرسول قولاً أو فعلاً. أو ظاهرات الإعجاز تحدّى بها فلم يقدر على معارضتها. أو حججاً وبراهين. والوجه أن تكون حالاً


الصفحة التالية
Icon