" صفحة رقم ٣٧٢ "
وقرىء :( عفرية ) والعفر، والعفريت، والعفرية، والعفراة، والعفارية من الرجال : الخبيث المنكر، الذي يعفر أقرانه. ومن الشياطين : الخبيث المارد. وقالوا : كان اسمه ذكوان ) لَقَوِىٌّ ( على حمله ) أَمِينٌ ( آتى به كما هو لا اختزل منه شيئاً ولا أبدله.
) قَالَ الَّذِى عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَاْ ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَاذَا مِن فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِى أَءَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِىٌّ كَرِيمٌ (
النمل :( ٤٠ ) قال الذي عنده.....
) الَّذِى عِندَهُ عِلْمٌ مّنَ الْكِتَابِ ([هو] رجل كان عنده اسم الله الأعظم، وهو : يا حي يا قيوم، وقيل : يا إلهنا وإله كل شيء إلهاً واحداً لا إله إلا أنت. وقيل : يا ذا الجلال والإكرام، وعن الحسن رضي الله عنه : الله. والرحمن. وقيل : هو آصف بن برخيا كاتب سليمان عليه السلام، وكان صديقاً عالماً. وقيل : اسمه أسطوم. وقيل : هو جبريل. وقيل : ملك أيد الله به سليمان. وقيل : هو سليمان نفسه، كأنه استبطأ العفريت فقال له : أنا أريك ما هو أسرع مما تقول. وعن ابن لهيعة : بلغني أنه الخضر عليه السلام : علم من الكتاب : من الكتاب المنزل، وهو علم الوحي والشرائع. وقيل : هو اللوح. والذي عنده علم منه : جبريل عليه السلام. وآتيك في الموضعين يجوز أن يكون فعلاً واسم فاعل. الطرف : تحريكك أجفانك إذا نظرت، فوضع موضع النظر. ولما كان الناظر موصوفاً بإرسال الطرف في نحو قوله : وَكُنْتَ إِذَا أَرْسَلْتَ طَرْفَكَ رَائِدَا
لِقَلْبِكَ يَوْمَاً أَتْعَبتْكَ الْمَنَاظرُ
وصف بردّ الطرف، ووصف الطرف بالارتداد. ومعنى قوله :) قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ( أنك ترسل طرفك إلى شيء، فقبل أن تردّه أبصرت العرش بين يديك : ويروى : أن آصف قال لسليمان عليه السلام : مدّ عينيك حتى ينتهي طرفك، فمدّ عينيه فنظر نحو اليمين. ودعا آصف فغار العرش في مكانه بمأرب، ثم نبغ عند مجلس سليمان عليه السلام بالشام بقدرة الله، قبل أن يردّ طرفه. ويجوز أن يكون هذا مثلاً لاستقصار مدّة المجيء به، كما تقول لصاحبك : افعل كذا في لحظة، وفي ردّة طرف، والتفت ترني،