" صفحة رقم ٣٧٦ "
وتتيمن، فلما قالوا : اطيرنا بكم، أي : تشاءمنا وكانوا قد قحطوا ) قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ ( أي سببكم الذي يجيء منه خيركم وشركم عند الله، وهو قدره وقسمته، إن شاء رزقكم وإن شاء حرمكم. ويجوز أن يريد : عملكم مكتوب عند الله، فمنه ما نزل بكم، عقوبة لكم وفتنة. ومنه قوله :) طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ( ( يس : ١٩ )، ) وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَئِرَهُ فِى عُنُقِهِ ( ( الإسراء : ١٣ ). وقرىء :( تطيرنا بكم )، على الأصل. ومعنى : تطير به : تشاءم به. وتطير منه : نفر منه ) تُفْتَنُونَ ( تختبرون. أو تعذبون. أو يفتنكم الشيطان بوسوسته إليكم الطيرة.
) وَكَانَ فِى الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِى الاٌّ رْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُواْ إِنَّ فِى ذالِكَ لاّيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (
النمل :( ٤٨ ) وكان في المدينة.....
) الْمَدِينَةِ ( الحجر. وإنما جاز تمييز التسعة بالرهط لأنه في معنى الجماعة، فكأنه قيل : تسعة أنفس. والفرق بين الرهط والنفر : أن الرهط من الثلاثة إلى العشرة، أو من السبعة إلى العشرة. والنفر من الثلاثة إلى التسعة وأسماؤهم عن وهب : الهذيب بن عبد رب. غنم بن غنم. رباب بن مهرج. مصدع بن مهرج. عمير بن كردبة. عاصم بن مخرمة. سبيط بن صدقة. سمعان بن صيفي. قدار بن سالف : وهم الذين سعوا في عقر الناقة، وكانوا عتاة قوم صالح عليه السلام، وكانوا من أبناء أشرافهم ) وَلاَ يُصْلِحُونَ ( يعني أن شأنهم الإفساد البحت الذي لا يخلط بشيء من الصلاح كما ترى بعض المفسدين قد يندر منه بعض الصلاح ) تَقَاسَمُواْ ( يحتمل أن يكون أمراً وخبراً في محل الحال بإضمار قد، أي : قالوا متقاسمين : وقرىء :( تقسموا ) وقرىء :( لتبيتنه )، بالتاء والياء والنون، فتقاسموا مع النون والتاء يصح فيه الوجهان. ومع الياء لا يصح إلا أن يكون خبراً. والتقاسم، والتقسم : كالتظاهر، والتظهر : التحالف. والبَيَنات : مباغتة العدو ليلاً. وعن الإسكندر أنه أشير عليه بالبيات فقال : ليس من آيين الملوك استراق الظفر، وقرىء :( مهلك ) بفتح الميم واللام وكسرها من هلك. ومهلك بضم الميم من أهلك. ويحتمل


الصفحة التالية
Icon