" صفحة رقم ٣٩٧ "
يده. وفيه دليل بيّن على ثخانة حمق فرعون، فإنه إن صدق الكاهن لم يدفع القتل الكائن، وإن كذب فما وجه القتل ؟ و ) يَسْتَضْعِفُ ( حال من الضمير في ) وَجَعَلَ ( أو صفة لشيعا. أو كلام مستأنف. و ) يُذَبّحُ ( بدل من يستضعف. وقوله :) إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ( بيان أنّ القتل ما كان إلا فعل المفسدين فحسب، لأنه فعل لا طائل تحته، صدق الكاهن أو كذب.
) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِى الاٌّ رْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِى الاٌّ رْضِ وَنُرِىَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَحْذَرونَ (
القصص :( ٥ ) ونريد أن نمن.....
فإن قلت : علام عطف قوله :) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ ( وعطفه على ) نتلو ( و ) شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ ( غير سديد ؟ قلت : هي جملة معطوفة على قوله :) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِى الاْرْضِ ( لأنها نظيرة ( تلك ) في وقوعها تفسيراً لنبأ موسى وفرعون، واقتصاصاً له. ) وَنُرِيدُ ( : حكاية حال ماضية. ويجوز أن يكون حالاً من يستضعف، أي يستضعفهم فرعون، ونحن نريد أن نمنّ عليهم. فإن قلت : كيف يجتمع استضعافهم وإرادة الله المنة عليهم ؟ وإذا أراد الله شيئاً كان ولم يتوقف إلى وقت آخر، قلت : لما كانت منة الله بخلاصهم من فرعون قريبة الوقوع، جعلت إرادة وقوعها كأنها مقارنة لاستضعافهم ) أَئِمَّةَ ( مقدّمين في الدين والدنيا، يطأ الناس أعقابهم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : قادة يقتدي بهم في الخير. وعن مجاهد رضي الله عنه : دعاة إلى الخير، وعن قتادة رضي الله عنه : ولاة، كقوله تعالى :) وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً ( ( المائدة : ٢٠ ). ) الْوارِثِينَ ( يرثون فرعون وقومه ملكهم وكل ما كان لهم. مكن له : إذا جعل له مكاناً يقعد عليه أو يرقد، فوطأه ومهده ونظيره : أرّض له. ومعنى التمكين لهم في الأرض وهي أرض مصر والشام : أن يجعلها بحيث لا تنبو بهم ولا تغث عليهم ؛ كما كانت في أيام الجبابرة، وينفذ أمرهم، ويطلق أيديهم ويسلطهم. وقرىء :( ويرى فرعون وهامان وجنودهما )، أي : يرون ) مّنْهُمْ مَّا ( حذروه : من ذهاب ملكهم وهلاكهم على يد مولود منهم.
) وَأَوْحَيْنَآ إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى اليَمِّ وَلاَ تَخَافِى وَلاَ تَحْزَنِى إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (
القصص :( ٧ ) وأوحينا إلى أم.....
اليم : البحر. قيل : هو نيل مصر. فإن قلت : ما المراد بالخوفين حتى أوجب


الصفحة التالية
Icon