" صفحة رقم ٤٠ "
الكفار ) ( ( خير ثوابا ) من مفاخرات الكفار ) وَخَيْرٌ مَّرَدّاً ( أي مرجعاً وعاقبة، أو منفعة، من قولهم : ليس لهذا الأمر مردّ : وَهَلْ يَرُدُّ بُكاى زَنْدَا
فإن قلت : كيف قيل خير ثواباً كأنّ لمفاخراتهم ثواباً، حتى يجعل ثواب الصالحات خيراً منه ؟ قلت : كأنه قيل : ثوابهم النار. على طريقة قوله :
فَأَعْتَبُوا بِالصَّيْلَمِ وقوله :
شَجْعَاءَ جِرَّتُهَا الذَّمِيلُ تَلُوكُه
أُصُلاً إذَا رَاحَ الْمُطِيُّ عِرَاثَا
وقوله :
تَحِيَّةُ بَيْنِهِمْ ضَرْبٌ وَجِيعُ ;
ثم بنى عليه خير ثواباً. وفيه ضرب من التهكم الذي هو أغيظ للمتهدد من أن يقال له : عقابك النار. فإن قلت : فما وجه التفضيل في الخير كأن لمفاخرهم شركا فيه ؟ قلت : هذا من وجيز كلامهم، يقولون : الصيف أحرّ من الشتاء، أي : أبلغ في حرة من الشتاء في برده.
) أَفَرَأَيْتَ الَّذِى كَفَرَ بِأايَاتِنَا وَقَالَ لأوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَانِ عَهْداً كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً (
مريم :( ٧٧ ) أفرأيت الذي كفر.....
لما كانت مشاهدة الأشياء ورؤيتها طريقاً إلى الإحاطة بها علماً وصحة الخبر عنها، استعملوا ( أرأيت ) في معنى ( أخبر ) والفاء جاءت لإفادة معناها الذي هو التعقيب، كأنه قال : أخبر أيضاً بقصة هذا الكافر، واذكر حديثه عقيب حديث أولئك ) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ ( من قولهم : أطلع الجبل : إذا ارتقى إلى أعلاه وطلع الثنية. قال جرير :


الصفحة التالية
Icon