" صفحة رقم ٤١٢ "
وأبطأهما ) وروي أنه قال :
( ٨١٥ ) ( قَضى أوفَاهُما، وتزوّج صغرَاهُما ) وهذا خلاف الرواية التي سبقت. الجذوة باللغات الثلاث. وقرىء بهنّ جميعاً : العود الغليظ، كانت في رأسه نار أو لم تكن، قال كُثَيِّرُ : بَاتَتْ حَوَاطِبُ لَيْلَى يَلْتَمِسْنَ لَهَا
جَزْلَ الْجُذَى غَيْرَ خَوَّارٍ وَلاَ دَعِرِ
وقال : وَأَلْقَى عَلَى قَبْسِ مِنَ النَّارِ جَذْوَة
شَدِيداً عَلَيْهِ حَرُّهَا وَالْتِهَابُهَا
) مِن ( الأولى والثانية لابتداء الغاية، أي : أتاه النداء من شاطىء الوادي من قبل الشجرة. و ) مِنَ الشَّجَرَةِ ( بدل من قوله : من شاطىء الوادي، بدل الاشتمال ؛ لأنّ الشجرة كانت نابتة على الشاطىء، كقوله تعالى :) لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَانِ لِبُيُوتِهِمْ ( ( الزخرف : ٣٣ ) وقرىء :) الْبُقْعَةِ ( بالضم والفتح. و ) الرَّهْبِ ( بفتحتين، وضمتين، وفتح وسكون، وضم وسكون : وهو الخوف. فإن قلت : ما معنى قوله :) وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ( ؟ قلت : فيه معنيان، أحدهما : أنّ موسى عليه السلام لما قلب الله العصا حية : فزع واضطرب، فاتقاها بيده كما يفعل الخائف من الشيء، فقيل له : إنّ إتقاءك بيدك فيه غضاضة عند الأعداء. فإذا ألقيتها فكما تنقلب حية، فأدخل يدك تحت عضدك مكان اتقائك بها، ثم أخرجها بيضاء ليحصل الأمران : اجتناب ما هو غضاضة عليك، وإظهار معجزة أخرى. والمراد بالجناح : اليد ؛ لأنّ يدي الإنسان بمنزلة جناحي الطائر. وإذا أدخل يده اليمنى تحت عضد يده اليسرى، فقد ضمّ جناحه إليه. والثاني : أن يراد بضم جناحه إليه : تجلده وضبطه نفسه. وتشدّده عند انقلاب العصا حية


الصفحة التالية
Icon