" صفحة رقم ٤٢٢ "
ودلّ به على المسبب على عادة الله عز وجل في اختصاراته ؛ فإذاً هذا الاستدراك شبيه الاستدراكين بعده ) وَمَا كُنتَ ثَاوِياً ( أي مقيماً ) فِى أَهْلِ مَدْيَنَ ( وهم شعيب والمؤمنون به ) تَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِنَا ( تقرؤها عليهم تعلماً منهم، يريد : الآيات التي فيها قصة شعيب وقومه، ولكنا أرسلناك وأخبرناك بها وعلمناكها.
) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَاكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (
القصص :( ٤٦ ) وما كنت بجانب.....
) إِذْ نَادَيْنَا ( يريد مناداة موسى عليه السلام ليلة المناجاة وتكليمه، و ) لَكِنِ ( علمناك ) رَحْمَةً ( وقرىء :( رحمة )، بالرفع : أي هي رحمة ) مَا ءاتَاهُمُ ( من نذير في زمان الفترة بينك وبين عيسى وهي خمسمائة وخمسون سنة، ونحوه قوله :) لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ ءابَاؤُهُمْ ( ( يس : ٦ ).
) وَلَوْلا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتِّبِعَ ءايَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (
القصص :( ٤٧ ) ولولا أن تصيبهم.....
) لَوْلاَ ( الأولى امتناعية وجوابها محذوف، والثاني تحضيضية، وإحدى الفاءين للعطف، والأخرى جواب لولا، لكونها في حكم الأمر، من قبل أن الأمر باعث على الفعل، والباعث والمحضض من واد واحد. والمعنى : ولولا أنهم قائلون إذا عوقبوا بما قدّموا من الشرك والمعاصي : هلا أرسلت إلينا رسولاً، محتجين علينا بذلك : لما أرسلنا إليهم، يعني : أن إرسال الرسول إليها إنما هو ليلزموا الحجة ولا يلزموها، كقوله :) لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ( ( النساء : ١٦٥ )، ) أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ ( ( المائدة : ١٩ )، ) لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتِّبِعَ ءايَاتِكَ (. فإن قلت : كيف


الصفحة التالية
Icon