" صفحة رقم ٤٣٣ "
) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَاهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَاهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (
القصص :( ٧١ ) قل أرأيتم إن.....
) أَرَءيْتُمْ ( وقرىء :( أريتم ) : بحذف الهمزة، وليس بحذف قياسي. ومعناه : أخبروني من يقدر على هذا ؟ والسرمد : الدائم المتصل، من السرد وهو المتابعة. ومنه قولهم في الأشهر الحرم : ثلاثة سردٍ، وواحد فرد، والميم مزيدة. ووزنه فعمل. ونظيره. دلامص، من الدلاص. فإن قلت : هلا قيل : بنهار تتصرفون فيه، كما قيل :) بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ( ؟ قلت ذكر الضياء وهو ضوء الشمس : لأن المنافع التي تتعلق به متكاثرة، ليس التصرف في المعاش وحده، والظلام ليس بتلك المنزلة، ومن ثمة قرن بالضياء ) أَفَلاَ تَسْمَعُونَ ( لأنّ السمع يدرك ما لا يدركه البصر من ذكر منافعه ووصف فوائده، وقرن بالليل ) أَفلاَ تُبْصِرُونَ ( لأنّ غيرك يبصر من منفعة الظلام ما تبصره. وأنت من السكون ونحوه ) وَمِن رَّحْمَتِهِ ( زاوج بين الليل والنهار لأغراض ثلاثة : لتسكنوا في أحدهما وهو الليل، ولتبتغوا من فضل الله في الآخر وهو النهار ولإرادة شكركم.
) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (
القصص :( ٧٤ ) ويوم يناديهم فيقول.....
وقد سلكت بهذه الآية طريقة اللف في تكرير التوبيخ باتخاذ الشركاء : إيذان بأن لا شيء أجلب لغضب الله من الإشراك به، كما لا شيء أدخل في مرضاته من توحيده. اللهم فكما أدخلتنا في أهل توحيدك، فأدخلنا في الناجين من وعيدك.
) وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُواْ أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (
القصص :( ٧٥ ) ونزعنا من كل.....
) وَنَزَعْنَا ( وأخرجنا ) مِن كُلّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ( وهو نبيهم : لأن أنبياء الأمم شهداء عليهم، يشهدون بما كانوا عليه ) فَقُلْنَا ( للأمة ) هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ ( فيما كنتم عليه من الشرك ومخالفة الرسول ) فَعَلِمُواْ ( حينئذٍ ) أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ ( ولرسوله، لا لهم ولشياطينهم ) وَضَلّ


الصفحة التالية
Icon