" صفحة رقم ٤٣٦ "
؛ لأنه لما قال : أوتيته على علم عندي، فتنفج بالعلم وتعظم به. قيل : أعنده مثل ذلك العلم الذي ادعاه ورأى نفسه به مستوجبة لكل نعمة، ولم يعلم هذا العلم النافع حتى يقي به نفسه مصارع الهالكين ) وَأَكْثَرُ جَمْعاً ( للمال، أو أكثر جماعة وعدداً. فإن قلت : ما وجه اتصال قوله :) وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ( بما قبله ؟ قلت : لما ذكر قارون من أهلك من قبله من القرون الذي كانوا أقوى منه وأغنى، قال على سبيل التهديد له : والله مطلع على ذنوب المجرمين، لا يحتاج إلى سؤالهم عنها واستعلامهم. وهو قادر على أن يعاقبهم عليها، كقوله تعالى :) وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ( ( آل عمران : ١٥٣ ) وغيرها، ) وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ( ( البقرة : ٢٨٣ )، ( المؤمنون : ٥١ )، ( النور : ٢٨ ) وما أشبه ذلك.
) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِى زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا يالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِىَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (
القصص :( ٧٩ ) فخرج على قومه.....
) فِى زِينَتِهِ ( قال الحسن : في الحمرة والصفرة. وقيل : خرج على بغلة شهباء عليها الأرجوان وعليها سرج من ذهب، ومعه أربعة آلاف على زيه. وقيل : عليهم وعلى خيولهم الديباج الأحمر، وعن يمينه ثلثمائة غلام، وعن يساره ثلثمائة جارية، بيض عليهنّ الحلي والديباج. وقيل : في تسعين ألفاً عليهم المعصفرات، وهو أوّل يوم رؤي فيه المعصفر : كان المتمنون قوماً مسلمين وإنما تمنوه على سبيل الرغبة في اليسار والاستغناء كما هو عادة البشر. وعن قتادة : تمنوه ليتقربوا به إلى الله وينفقوه في سبل الخير. وقيل : كانوا قوماً كفاراً. الغابط : هو الذي يتمنى مثل نعمة صاحبه من غير أن تزول عنه. والحاسد : هو الذي يتمنى أن تكون نعمة صاحبه له دونه فمن الغبطة قوله تعالى :) الدُّنْيَا يالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِىَ قَارُونُ ( ومن الحسد قوله :) وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ( ( النساء : ٣٢ ) وقيل لرسول الله ( ﷺ ) :
( ٨١٩ ) هل يضر الغبط ؟ فقال :( لا إلا كما يضر العضاه


الصفحة التالية
Icon