" صفحة رقم ٤٥٧ "
بأنهم أعلم منه ) بِمَن فِيهَا ( يعنون : نحن أعلم منك وأخبر بحال لوط وحال قومه، وامتيازه منهم الامتياز البين، وأنه لا يستأهل ما يستأهلون، فخفض على نفسك وهوّن عليك الخطب. وقريء ) لَنُنَجّيَنَّهُ ( بالتشديد والتخفيف، وكذلك منجوك.
) وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِىءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرينَ (
العنكبوت :( ٣٣ ) ولما أن جاءت.....
) أَن ( صلة أكدت وجود الفعلين مترتباً أحدهما على الآخر في وقتين متجاورين لا فاصل بينهما ؛ كأنهما وجدا في جزء واحد من الزمان، كأنه قيل : كما أحس بمجيئهم فاجأته المساءة من غير ريث، خيفة عليهم من قومه ) وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا ( وضاق بشأنهم وبتدبير أمرهم ذرعه أي طاقته، وقد جعلت العرب ضيق الذراع والذرع : عبارة عن فقد الطاقة، كما قالوا : رحب الذراع بكذا، إذا كان مطيقاً له، والأصل فيه أنّ الرجل إذا طالت ذراعه نال ما لا يناله القصير الذراع، فضرب ذلك مثلاً في العجز والقدرة.
) إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَاذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِّنَ السَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ ءَايَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (
العنكبوت :( ٣٤ ) إنا منزلون على.....
الرجز والرجس : العذاب، من قولهم : ارتجز وارتجس إذا اضطرب، لما يلحق المعذب من القلق والاضطراب. وقريء ) مُنزِلُونَ ( مخففاً ومشدّداً ) مِنْهَا ( من القرية ) بَيّنَةً لّقَوْمٍ ( هي آثار منازلهم الخربة. وقيل : بقية الحجارة. وقيل : الماء الأسود على وجه الأرض. وقيل : الخبر عما صنع بهم ) لِقَوْمٍ ( متعلق بتركنا أو ببينة.
) وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ ياقَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَارْجُواْ الْيَوْمَ الاٌّ خِرَ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى الاٌّ رْضِ مُفْسِدِينَ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِى دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (
العنكبوت :( ٣٦ - ٣٧ ) وإلى مدين أخاهم.....
) وَارْجُواْ ( وافعلوا ما ترجون به العاقبة. فأقيم المسبب مقام السبب. أو أمروا بالرجاء : والمراد : اشتراط ما يسوّغه من الإيمان، كما يؤمر الكافر بالشرعيات على إرادة الشرط. وقيل : هو من الرجاء بمعنى الخوف. والرجفة : الزلزلة الشديدة. وعن الضحاك : صيحة جبريل عليه السلام ؛ لأنّ القلوب رجفت لها ) فِي دَارِهِمْ ( في بلدهم وأرضهم. أو في ديارهم، فاكتفى بالواحد لأنه لا يلبس ) جَاثِمِينَ ( باركين على الركب ميتين.