" صفحة رقم ٤٦٧ "
) وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (
العنكبوت :( ٦١ ) ولئن سألتهم من.....
الضمير في ) سَأَلْتَهُمْ ( لأهل مكة ) فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ( فكيف يصرفون عن توحيد الله وأن لا يشركوا به، مع إقرارهم بأنه خالق السماوات والأرض.
) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٍ (
العنكبوت :( ٦٢ ) الله يبسط الرزق.....
قدر الرزق وقتره بمعنى إذا ضيقه. فإن قلت : الذي رجع إليه الضمير في قوله :) وَيَقْدِرُ لَهُ ( هو من يشاء، فكأن بسط الرزق وقدره جعلا لواحد. قلت : يحتمل الوجهين جميعاً : أن يريد ويقدر لمن يشاء، فوضع الضمير موضع من يشاء، لأن ) مَن يَشَآء ( مبهم غير معين، فكان الضمير مبهماً مثله، وأن يريد تعاقب الأمرين على واحد على حسب المصلحة ) أَنَّ اللَّهَ بِكُلّ شَىْء عَلِيمٌ ( يعلم ما يصلح العباد وما يفسدهم.
) وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ الاٌّ رْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (
العنكبوت :( ٦٣ ) ولئن سألتهم من.....
استحمد رسول الله ( ﷺ ) على أنه ممن أقر بنحو ما أقروا به ؛ ثم نفعه ذلك في توحيد الله ونفي الأنداد والشركاء عنه، ولم يكن إقراراً عاطلاً كإقرار المشركين ؛ وعلى أنهم أقروا بما هو حجة عليهم حيث نسبوا النعمة إلى الله وقد جعلوا العبادة للصنم، ثم قال :) بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ ( ما يقولون وما فيه من الدلالة على بطلان الشرك وصحة التوحيد. أو لا يعقلون ما تريد بقولك الحمد لله، ولا يفطنون لم حمدت الله عند مقالتهم ؟
) وَمَا هَاذِهِ الْحَيَواةُ الدُّنْيَآ إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الاٌّ خِرَةَ لَهِىَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (
العنكبوت :( ٦٤ ) وما هذه الحياة.....
) هَذِهِ ( فيها ازدراء للدنيا وتصغير لأمرها، وكيف لا يصغرها وهي لا تزن عنده جناح بعوضة. يريد : ما هي لسرعة زوالها عن أهلها وموتهم عنها إلا كما يلعب الصبيان ساعة ثم يتفرقون ) وَإِنَّ الدَّارَ الاْخِرَةَ لَهِىَ الْحَيَوَانُ ( أي ليس فيها إلا حياة مستمرة دائمة خالدة لا موت فيها، فكأنها في ذاتها حياة. والحيوان : مصدر حي، وقياسه حييان، فقلبت الياء الثانية واواً، كما قالوا : حيوة، في اسم رجل، وبه سمى ما