" صفحة رقم ٤٧ "
المحسوسات : أن يصيب هذه الأجرام العظيمة التي هي قوام العالم ما تنفطر منه وتنشق وتخرّ وفي قوله ) لَقَدْ جِئْتُمْ ( وما فيه من المخاطبة بعد الغيبة، وهو الذي يسمى الالتفات في علم البلاغة زيادة تسجيل عليهم بالجرأة على الله، والتعرّض لسخطه، وتنبيه على عظم ما قالوا. في ) أَن دَعَوْا ( ثلاثة أوجه : أن يكون مجروراً بدلاً من الهاء في منه، كقوله : عَلَى حَالَةٍ لَوْ أَنَّ فِي الْقَوْمِ حَاتِمَا
عَلَى جُوِدِهِ لَضَنَّ بِالْمَاءِ حَاتِمُ
ومنصوباً بتقدير سقوط اللام وإفضاء الفعل، أي : هذا لأن دعوا، علل الخرور بالهدّ، والهدّ بِدُعَاءِ الولد للرحمان. ومرفوعاً بأنه فاعل هدّاً، أي هدها دعاء الولد للرحمان. وفي اختصاص الرحمن وتكريره مرات من الفائدة أنه هو الرحمن وحده، لا يستحق هذا الاسم غيره. من قبل أنّ أصول النعم وفروعها منه : خلق العالمين، وخلق لهم جميع ما معهم، كما قال بعضهم : فلينكشف عن بصرك غطاؤه. فأنت وجميع ما عندك عطاؤه. فمن أضاف إليه ولداً فقد جعله كبعض خلقه وأخرجه بذلك عن استحقاق اسم الرحمن. هو من دعا بمعنى سمي المتعدي إلى مفعولين، فاقتصر على أحدهما الذي هو الثاني، طلباً للعموم والإحاطة بكل ما دعى له ولداً. أو من دعابمعنى نسب، الذي مطاوعه ما في قوله عليه السلام.
( ٦٧٩ ) ( مَنْ ادَّعى إلى غيرِ مواليهِ ) وقول الشاعر : إنَّا بَنِي نَهْشَلٍ لاَ نَدَّعِي لأبٍ ;
أي لا ننتسب إليه.
) وَمَا يَنبَغِى لِلرَّحْمَانِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً ( ٧ )
مريم :( ٩٢ ) وما ينبغي للرحمن.....


الصفحة التالية
Icon