" صفحة رقم ٥٠٢ "
بعد ذلك ( ثم أباك ). وعن بعض العرب أنه حمل أمه إلى الحج على ظهره وهو يقول في حدائه بنفسه : أحْمِلُ أُمِّي وَهِيَ الْحَمَّالَه
تُرْضِعُنِي الدُّرَّةَ وَالْعُلاَلَه
وَلاَ يُجَازَى وَالِدٌ فَعَالَهْ
فإن قلت : ما معنى توقيت الفصال بالعامين ؟ قلت : المعنى في توقيته بهذه المدة أنها الغاية التي لا تتجاوز، والأمر فيما دون العامين موكول إلى اجتهاد الأم : إن علمت أنه يقوي على الفطام فلها أن تفطمه، ويدل عليه قوله تعالى :) وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ( ( البقرة : ٢٣٣ ) وبه استشهد الشافعي رضي الله عنه على أن مدة الرضاع سنتان، لا تثبت حرمة الرضاع بعد انقضائهما، وهو مذهب أبي يوسف ومحمد. وأما عند أبي حنيفة رضي الله عنه. فمدة الرضاع ثلاثون شهراً. وعن أبي حنيفة : إن فطمته قبل العامين فاستغنى بالطعام ثم أرضعته، لم يكن رضاعاً. وإن أكل أكلاً ضعيفاً لم يستغن به عن الرضاع ثم أرضعته، فهو رضاع محرم.
) يابُنَىَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِى صَخْرَةٍ أَوْ فِى السَّمَاوَاتِ أَوْ فِى الاٌّ رْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (
لقمان :( ١٦ ) يا بني إنها.....
قرىء ) مِثْقَالَ حَبَّةٍ ( بالنصب والرفع، فمن نصب كان الضمير للهنة من الإساءة أو الإحسان، أي : إن كانت مثلاً في الصغر والقماءة كحبة الخردل، فكانت مع صغرها في أخفى موضع وأحرزه كجوف الصخرة أو حيث كانت في العالم العلوي أو السفلي ) يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ( يوم القيامة فيحاسب بها عاملها ) إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ ( يتوصل علمه إلى كل خفي ) خَبِيرٌ ( عالم بكنهه. وعن قتادة : لطيف باستخراجها، خبير بمستقرّها. ومن قرأ بالرفع : كان ضمير القصة، وإنما أنث المثقال لإضافته إلى الحبة، كما قال :


الصفحة التالية
Icon