" صفحة رقم ٥١١ "
مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً ( وارد على طريق من التوكيد لم يرد عليه ما هو معطوف عليه. قلت : الأمر كذلك ؛ لأنّ الجملة الإسمية أكد من الفعلية، وقد انضم إلى ذلك قوله :) هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَواةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ( وقوله :) مَوْلُودٌ ( والسبب في مجيئه على هذا السنن : أنّ الخطاب للمؤمنين وعليتهم : قبض آباؤهم على الكفر وعلى الدين الجاهلي، فأريد حسم أطماعهم وأطماع الناس فيهم : أن ينفعوا آباءهم في الآخرة، وأن يشفعوا لهم، وأن يغنوا عنهم من الله شيئاً ؛ فلذلك جيء به على الطريق الآكد. ومعنى التوكيد في لفظ المولود : أن الواحد منهم لو شفع للأب الأدنى الذي ولد منه، لم تقبل شفاعته، فضلاً أن يشفع لمن فوقه من أجداده ؛ لأنّ الولد يقع على الولد وولد الولد ؛ بخلاف المولود فإنه لمن ولد منك.
) إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الاٌّ رْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ (
لقمان :( ٣٤ ) إن الله عنده.....
روي :
( ٨٦٠ ) أنّ رجلاً من محارب وهو الحرث بن عمرو بن حارثة أتى النبي ( ﷺ ) فقال : يا رسول الله، أخبرني عن الساعةِ متَى قيامُها، وإنّي قد ألقيتُ حياتِي في الأرض وقدْ أبطأتُ عنَّا السماءُ، فمتَى تمطرُ ؟ وأخبرنِّي عنِ امرأتِي فقدْ اشتملتْ ما في بطنِها، أذكرُ أمْ أنثى ؟ وإنِّي علمْتُ ما علمْتُ أمس، فما أعملُ غداً ؟ وهذا مولدِي قد عرفتُه، فأينَ أموتُ ؟ فنزلَتْ وعن النبيّ ( ﷺ ) :
( ٨٦١ ) ( مفاتحُ الغيبِ خمسٌ ) وتلا هذه الآية. وعن ابن عباس رضي الله عنهما :


الصفحة التالية
Icon