" صفحة رقم ٥٢٢ "
معيط يوم بدر كلام، فقال له الوليد : اسكت فإنك صبيّ : أنا أشبّ منك شباباً، وأجلد منك جلداً، وأذرب منك لساناً، وأحدّ منك سناناً، وأشجع منك جناناً، وأملأ منك حشواً في الكتيبة. فقال له علي رضي الله عنه : اسكت، فإنك فاسق، فنزلت عامة للمؤمنين والفاسقين، فتناولتهما وكل من كان في مثل حالهما. وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما : أنه قال للوليد : كيف تشتم علياً وقد سماه الله مؤمناً في عشر آيات ؟ وسماك فاسقاً ؟.
) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِأايَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (
السجدة :( ٢٢ ) ومن أظلم ممن.....
ثم في قوله :) ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ( للاستبعاد. والمعنى : أنّ الإعراض عن مثل آيات الله في وضوحها وإنارتها وإرشادها إلى سواء السبيل والفوز بالسعادة العظمى بعد التذكير بها مستبعد في العقد والعدل، كما تقول لصاحبك : وجدت مثل تلك الفرصة ثم لم تنتهزها استبعاداً لتركه الانتهاز. ومنه ثم في بيت الحماسة : لاَ يَكْشِفُ الغُمَّاءَ إلاَّ ابْنُ حُرَّة
يَرَى غَمَرَاتِ المَوْتِ ثُمَّ يَزُورُهَا
استبعد أن يزور غمرات الموت بعد أن رآها واستيقنها واطلع على شدّتها. فإن قلت : هلا قيل : إنا منه منتقمون ؟ قلت : لما جعله أظلم كل ظالم ثم توعد المجرمين عامة بالانتقام منهم، فقد دلّ على إصابة الأظلم النصيب الأوفر من الانتقام، ولو قاله بالضمير لم يفد هذه الفائدة.
) وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلاَ تَكُن فِى مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِى إِسْرَاءِيلَ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِأايَاتِنَا يُوقِنُونَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقَيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (
السجدة :( ٢٣ - ٢٥ ) ولقد آتينا موسى.....
) الْكِتَابِ ( للجنس والضمير في ) لّقَائِهِ ( له. ومعناه : إنا آتينا موسى عليه السلام