" صفحة رقم ٥٢٤ "
أبين. ) بِهِ ( بالماء ) تَأْكُلُ ( من الزرع ) أَنْعَامُهُمْ ( من عصفه ) وَأَنفُسِهِمْ ( من حبه. وقرىء :( يأكل ) بالياء.
) وَيَقُولُونَ مَتَى هَاذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِيَمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ ) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ (
السجدة :( ٢٨ ) ويقولون متى هذا.....
الفتح : النصر، أو الفصل بالحكومة، من قوله :) رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا ( ( الأعراف : ٨٩ ) وكان المسلمون يقولون إنّ الله سيفتح لنا على المشركين. ويفتح بيننا وبينهم، فإذا سمع المشركون قالوا :) مَتَى هَاذَا الْفَتْحُ ( أي في أيّ وقت يكون ) إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ( في أنه كائن. و ) يَوْمَ الْفَتْحِ ( يوم القيامة وهو يوم الفصل بين المؤمنين وأعدائهم، ويوم نصرهم عليهم، وقيل : هو يوم بدر. وعن مجاهد والحسن رضي الله عنهما : يوم فتح مكة. فإن قلت : قد سألوا عن وقت الفتح، فكيف ينطبق هذا الكلام جواباً على سؤالهم. قلت : كان غرضهم في السؤال عن وقت الفتح، استعجالاً منهم عن وجه التكذيب والاستهزاء، فأجيبوا على حسب ما عرف من غرضهم في سؤالهم فقيل لهم : لا تستعجلوا به ولا تستهزؤا، فكأني بكم وقد حصلتم في ذلك اليوم، وآمنتم فلم ينفعكم الإيمان، واستنظرتم في إدراك العذاب فلم تنظروا. فإن قلت : فمن فسره بيوم الفتح أو يوم بدر كيف يستقيم على تفسيره أن لا ينفعهم الإيمان، وقد نفع الطلقاء يوم فتح مكة وناساً يوم بدر. قلت : المراد أنّ المقتولين منهم لا ينفعهم إيمانهم في حال القتل، كما لم ينفع فرعون إيمانه عند إدراك الغرق ) وَانتَظِرْ ( النصرة عليهم وهلاكهم ) إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ ( الغلبة عليكم وهلاككم، كقوله تعالى :) فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبّصُونَ ( ( التوبة : ٥٢ ) وقرأ ابن السميقع رحمه الله : منتظرون، بفتح الظاء. ومعناه : وانتظر هلاكهم فإنهم أحقاء بأن ينتظر هلاكهم، يعني أنهم هالكون لا محالة. أو وانتظر ذلك ؛ فإن الملائكة في السماء ينتظرونه.
عن رسول الله ( ﷺ ) :
( ٨٦٨ ) ( مَنْ قرأ آلم تنزيل وتبارك الَّذِي بيدهِ الملك، أُعطي من الأجرِ كأنما أحيا ليلةَ القدرِ )، وقالَ :


الصفحة التالية
Icon