" صفحة رقم ٥٣٥ "
حيرة وشخوصاً. وقيل : عدلت عن كل شيء فلم تلتفت إلا إلى عدوّها لشدة الروع. الحنجرة : رأس الغلصمة وهي منتهى الحلقوم. والحلقوم : مدخل الطعام والشراب، قالوا : إذا انتفخت الرئة من شدة الفزع أو الغضب أو الغمّ الشديد : ربت وارتفع القلب بارتفاعها إلى رأس الحنجرة، ومن ثمة قيل للجبان : انتفخ سحره. ويجوز أن يكون ذلك مثلاً في اضطراب القلوب ووجيبها وإن لم تبلغ الحناجر حقيقة ) وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَاْ ( خطاب للذين آمنوا. ومنهم الثبت القلوب والأقدام، والضعاف القلوب : الذين هم على حرف، والمنافقون : الذين لم يوجد منهم الإيمان إلا بألسنتهم فظن الأولون بالله أنه يبتليهم ويفتنهم فخافوا الزلل وضعف الاحتمال، وأمّا الآخرون فظنوا بالله ما حكى عنهم. وعن الحسن : ظنوا ظنوناً مختلفة : ظن المنافقون أنّ المسلمين يستأصلون، وظنّ المؤمنون أنهم يبتلون. وقرىء ( الظنون ) بغير ألف في الوصل والوقف وهو القياس، وبزيادة ألف في الوقف زادوها في الفاصلة، كما زادها في القافية من قال : أَقِلِّي اللَّوْمَ عَاذِلَ وَالعِتَابَا ;
وكذلك الرسولا والسبيلا. وقرىء بزيادتها في الوصل أيضاً، إجراء له مجرى الوقف. قال أبو عبيد : وهنّ كلهنّ في الإمام بألف. وعن أبي عمرو إشمام زاي زلزلوا. وقرىء :( زلزالاً ) بالفتح. والمعنى : أنّ الخوف أزعجهم أشد الإزعاج.
) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً وَإِذْ قَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ ياأَهْلَ. يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُواْ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِىَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِىَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ الْفِتْنَةَ لاّتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلاَّ يَسِيراً (
الأحزاب :( ١٢ ) وإذ يقول المنافقون.....
) إِلاَّ غُرُوراً ( قيل قائله : معتب بن قشير حين رأى الأحزاب قال : يعدنا محمد فتح فارس والروم، وأحدنا لا يقدر أن يتبرز فرقا، ما هذا إلا وعد غرور ) طَّائِفَةٌ مّنْهُمْ ( هم أوس بن قيظي ومن وافقه على رأيه. وعن السدي عبد الله بن أبيّ وأصحابه. ويثرب : اسم المدينة. وقيل : أرض وقعت المدينة في ناحية منها ) لاَ مُقَامَ لَكُمْ ( قرىء بضم الميم