" صفحة رقم ٥٣٩ "
فإن قلت : فما حقيقة قوله :) لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (. وقرىء :( أسوة ) بالضم ؟ قلت : فيه وجهان، أحدهما : أنه في نفسه أسوة حسنة، أي : قدوة، وهو الموتسى، أي : المقتدي به، كما تقول : في البيضة عشرون منا حديد، أي : هي في نفسها هذا المبلغ من الحديد. والثاني : أن فيه خصلة من حقها أن يؤتسى بها وتتبع. وهي المواساة بنفسه ) لّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ ( بدل من لكم، كقوله :) لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ ءامَنَ مِنْهُمْ ( ( الأعراف : ٧٥ ) يرجو الله واليوم الآخر : من قولك رجوت زيداً وفضله، أي : فضل زيد، أو يرجو أيام الله. واليوم الآخر خصوصاً. والرجاء بمعنى الأمل أو الخوف ) وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ( وقرن الرجال بالطاعات الكثيرة والتوفر على الأعمال الصالحة، والمؤتسى برسول الله ( ﷺ ) : من كان كذلك.
) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الاٌّ حْزَابَ قَالُواْ هَاذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيماً (
الأحزاب :( ٢٢ ) ولما رأى المؤمنون.....
وعدهم الله أن يزلزلوا حتى يستغيثوه، ويستنصروه في قوله :) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم ( ( البقرة : ٢١٤ ) فلما جاء الأحزاب وشخص بهم واضطربوا ورعبوا الرعب الشديد ) قَالُواْ هَاذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ( وأيقنوا بالجنة والنصر. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
( ٨٧٧ ) قال النبي ( ﷺ ) لأصحابه :( إنّ الأحزاب سائرون إليكم تسعاً أو عشراً ) أي : في آخر تسع ليال أو عشر، فلما رأوهم قد أقبلوا للميعاد قالوا ذلك. وهذا إشارة إلى الخطب أو البلاء ) إِيمَاناً ( بالله وبمواعيده ) وَتَسْلِيماً ( لقضاياه وأقداره.
) مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً لِّيَجْزِىَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيراً (
الأحزاب :( ٢٣ ) من المؤمنين رجال.....
نذر رجال من الصحابة أنهم إذا لقوا حرباً مع رسول الله ( ﷺ ) ثبتوا وقاتلوا حتى


الصفحة التالية
Icon