" صفحة رقم ٥٤١ "
رسول الله ( ﷺ ) :( أوجب طلحة ) وفي تعريض بمن بدلوا من أهل النفاق ومرض القلوب : جعل المنافقون، كأنهم قصدوا عاقبة السوء وأرادوها بتبديلهم، كما قصد الصادقون عاقبة الصدق بوفائهم لأنّ كلا الفريقين مسوق إلى عاقبته من الثواب والعقاب، فكأنهما استويا في طلبهما والسعي لتحصيلهما. ويعذبهم ) إِن شَاء ( إذا لم يتوبوا ) أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ( إذا تابوا ) وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ( الأحزاب ) بِغَيْظِهِمْ ( مغيظين، كقوله :) تَنبُتُ بِالدُّهْنِ ( ( المؤمنون : ٢٠ ). ) لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً ( غير ظافرين، وهما حالان بتداخل أو تعاقب. ويجوز أن تكون الثانية بياناً للأولى أو استئنافاً ) وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ( بالريح والملائكة ) وَأَنزَلَ الَّذِينَ ( ظاهروا الأحزاب من أهل الكتاب ) مِن صَيَاصِيهِمْ ( من حصونهم. والصيصية ما تحصن به، يقال لقرن الثور والظبي : صيصية، ولشوكة الديك، وهي مخلبه التي في ساقه، لأنه يتحصن بها. روي
( ٨٨٠ ) أنّ جبريل عليه السلام أتى رسول الله ( ﷺ ) صبيحة الليلة التي انهزم فيها الأحزاب ورجع المسلمون إلى المدينة ووضعوا سلاحهم على فرسه الحيزوم والغبار على وجه الفرس وعلى السرج، فقال : ما هَذَا يا جبريلُ ؟ قال : من متابعة قريش : فجعل رسول الله ( ﷺ ) يمسح الغبار عن وجه الفرس وعن السرج، فقال : يا رسول الله، إن الملائكة لم تضع السلاح، إن اللَّهَ يأمرُكَ المسير إلى بني قريظة وأنا عامد إليهم، فإن الله داقهم دق البيض على الصفا، وإنهم لكم طعمة فأذن في الناس : أَنْ مَنْ كانَ سَامعاً مطيعاً فَلاَ يصلي العصرَ إلا في بني قريظةَ. فما صلى كثير من الناس العصر إلا بعد العشاء الآخرة، لقول رسول الله ( ﷺ )، فحاصرهم خمساً وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار، فقال لهم رسول الله ( ﷺ ) : تنزلون على حكمي ؟ فأبوا، فقال : على حكم سعد بن معاذ ؟ فرضوا به، فقال سعد : حكمت فيهم أن تقتل مقاتلهم وتسبي ذراريهم ونساؤهم، فكبر النبي ( ﷺ ) وقال :( لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ) ثم استنزلهم وخندق في سوق المدينة خندقاً. وقدمهم فضرب أعناقهم وهم من ثمانمائة إلى تسعمائة وقيل كانوا


الصفحة التالية
Icon