" صفحة رقم ٥٥٨ "
َ مِنْ عِدَّةٍ ( دليل على أن العدة حق واجب على النساء للرجال ) تَعْتَدُّونَهَا ( تستوفون عددها، من قولك : عددت الدراهم فاعتدها، كقولك : كلته فاكتاله، ووزنته فاتزنه. وقرىء :( تعتدونها ) مخففاً ؛ أي : تعتدون فيها، كقوله :
وَيَوْمٌ شَهِدْنَاهُ
والمراد بالاعتداد ما في قوله تعالى :) وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لّتَعْتَدُواْ ( ( البقرة : ٢٣١ ). فإن قلت : ما هذا التمتيع أواجب أو مندوب إليه ؟ قلت : إن كانت غير مفروض كانت المتعة واجبة، ولا تجب المتعة عند أبي حنيفة إلاّ لها وحدها دون سائر المطلقات، وإن كان مفروضاً لها ؛ فالمتعة مختلف فيها : فبعض على الندب والاستحباب، ومنهم أبو حنيفة. وبعض على الوجوب ) سَرَاحاً جَمِيلاً ( من غير ضرار ولا منع واجب.
) ياأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِىءَاتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللاَّتِى هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِىِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِىُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِى أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (
الأحزاب :( ٥٠ ) يا أيها النبي.....
) أُجُورَهُنَّ ( مهورهنّ : لأنّ المهر أجر على البضع. وإيتاؤها : إما إعطاؤها عاجلاً. وإما فرضها وتسميتها في العقد. فإن قلت : لم قال :) ياأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّا ( و ) مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ ( و ) اللاَّتِى هَاجَرْنَ مَعَكَ ( وما فائدة هذه التخصيصات ؟ قلت : قد اختار الله لرسوله الأفضل الأولى، واستحبه بالأطيب الأزكى، كما اختصه بغيرها من الخصائص، وآثره بما سواها من الأثر، وذلك أن تسمية المهر في العقد أولى وأفضل من ترك التسمية، وإن وقع العقد جائزاً ؛ وله أن يماسها وعليه مهر المثل إن دخل بها، والمتعة إن لم يدخل بها. وسوق المهر إليها عاجلاً أفضل من أن يسميه ويؤجله، وكان التعجيل ديدن السلف وسنتهم، وما لا يعرف بينهم غيره. وكذلك الجارية إذا كانت سبية مالكها، وخطبة سيفه ورمحه، ومما غنمه الله من دار الحرب أحلّ وأطيب مما يشتري من شقّ الجلب. والسبي على ضربين : سبي طيبة، وسبي خبيثة : فسبي الطيبة : ما سبي من أهل الحرب. وأما من كان له عهد فالمسبي منهم سبي خبيثة، ويدلّ عليه قوله تعالى :) مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ ( لأن فيء الله لا يطلق إلاّ على الطيب دون الخبيث، كما أنّ رزق الله