" صفحة رقم ٥٩١ "
كل من سمعه من موال أو مناف قال لمن خوطب به : قد أنصفك صاحبك، وفي درجة بعد تقدّمه ما قدم من التقرير البليغ : دلالة غير خفية على من هو من الفريقين على الهدى ومن هو في الضلال المبين، ولكن التعريض والتورية أفضل بالمجادل إلى الغرض، وأهجم به على الغلبة، مع قلة شغب الخصم وفلّ شوكته بالهوينا ونحوه قول الرجل لصاحبه : علم الله الصادق مني ومنك، وإن أحدنا لكاذب. ومنه بيت حسان : أَتَهْجُوهُ وَلَسْتَ لَهُ بِكُفْء
فَشَرُّكُمَا لِخَيْرِكُمَا الْفِدَاءُ
فإن قلت : كيف خولف بين حرفيّ الجرّ الداخلين على الحق والضلال ؟ قلت : لأن صاحب الحق كأنه مستعل على فرس جواد يركضه حيث شاء، والضال كأنه منغمس في ظلام مرتبك فيه لا يدري أن يتوجه. وفي قراءة أبيّ :( وإنا أو أياكم إما على هدى أو في ضلال مبين ).
) قُل لاَّ تُسْألُونَ عَمَّآ أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْألُ عَمَّا تَعْمَلُونَ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (
سبأ :( ٢٥ ) قل لا تسألون.....
هذا أدخل في الإنصاف أبلغ فيه من الأوّل، حيث أسند الإجرام إلى المخاطبين