" صفحة رقم ٥٩٦ "
يجازوا الضعف، ثم جزاء الضعف، ثم جزاء الضعف. ومعنى جزاء الضعف : أن تضاعف لهم حسناتهم، الواحدة عشراً. وقرىء :( جزاء الضعف )، على : فأولئك لهم الضعف جزاء وجزاء الضعف على : أن يجازوا الضعف، وجزاء الضعف مرفوعان : الضعف بدل من جزاء. وقرىء :) فِى الْغُرُفَاتِ ( بضم الراء وفتحها وسكونها. وفي الغرفة.
) قُلْ إِنَّ رَبِّى يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَىْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (
سبأ :( ٣٩ ) قل إن ربي.....
) فَهُوَ يُخْلِفُهُ ( فهو يعوّضه لا معوّض سواه : إما عاجلاً بالمال، أو القناعة التي هي كنز لا ينفد. وإما آجلاً بالثواب الذي كل خلف دونه. وعن مجاهد : من كان عنده من هذا المال ما يقيمه فليقتصد، فإنّ الرزق مقسوم، ولعل ما قسم له قليل وهو ينفق نفقة الموسع عليه، فينفق جميع ما في يده ثم يبقى طول عمره في فقر، ولا يتأولن : وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه، فإن هذا في الآخرة. ومعنى الآية : وما كان من خلف فهو منه ) خَيْرُ الرَّازِقِينَ ( وأعلاهم ربّ العزّة، بأن كل ما رزق غيره : من سلطان يرزق جنده، أو سيد يرزق عبده أو رجل يرزق عياله : فهو من رزق الله، أجراه على أيدي هؤلاء، وهو خالق الرزق وخالق الأسباب التي بها ينتفع المرزوق بالرزق. وعن بعضهم : الحمد لله الذي أوجدني وجعلني ممن يشتهي ؛ فكم من مشته لا يجد، وواجد لا يشتهي.
) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَاؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ قَالُواْ سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ (
سبأ :( ٤٠ ) ويوم يحشرهم جميعا.....
هذا الكلام خطاب للملائكة وتقريع للكفار، وارد على المثل السائر : إيَّاكِ أَعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَهْ ;
ونحوه قوله تعالى :) قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِى وَأُمّىَ إِلَاهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ ( ( المائدة : ١١٦ ) وقد علم سبحانه كون الملائكة وعيسى منزهين برآء مما وجه عليهم من


الصفحة التالية
Icon