" صفحة رقم ٦٠٠ "
َ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى ( ( الشورى : ٢٣ ) لأنّ اتخاذ السبيل إلى الله نصيبهم وما فيه نفعهم، وكذلك المودّة في القرابة، لأنّ القرابة قد انتظمته وإياهم ) عَلَى كُلّ شَىْء شَهِيدٌ ( حفيظ مهيمن، يعلم أني لا أطلب الأجر على نصيحتكم ودعائكم إليه إلا منه، ولا أطمع منكم في شيء.
) قُلْ إِنَّ رَبِّى يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (
سبأ :( ٤٨ ) قل إن ربي.....
القذف والرمي : تزجية السهم ونحوه بدفع واعتماد، ويستعاران من حقيقتهما لمعنى الإلقاء ومنه قوله تعالى :) وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ( ( الأحزاب : ٢٦ )، ( الحشر : ٢ )، ) أَنِ اقْذِفِيهِ فِى التَّابُوتِ ( ( طه : ٣٩ ) ومعنى ) يَقْذِفُ بِالْحَقّ ( يلقيه وينزله إلى أنبيائه. أو يرمي به الباطل فيدمغه ويزهقه ) عَلَّامُ الْغُيُوبِ ( رفع محمول على محل إن واسمها، أو على المستكن في يقذف، أو هو خبر مبتدإ محذوف. وقرىء : بالنصب صفة لربي، أو على المدح. وقرىء :( الغيوب ) بالحركات الثلاث، فالغيوب كالبيوت. والغيوب كالصبور، وهو الأمر الذي غاب وخفي جداً.
) قُلْ جَآءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِىءُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (
سبأ :( ٤٩ ) قل جاء الحق.....
والحيّ إمّا أن يبتدىء فعلاً أو يعيده فإذا هلك لم يبق له إبداء ولا إعادة، فجعلوا قولهم : لا يبدىء ولا يعيد مثلاً في الهلاك. ومنه قول عبيد : أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ عَبِيد
فَالْيَوْمَ لاَ يُبْدِي وَلاَ يُعِيدُ
والمعنى : جاء الحق وهلك الباطل، كقوله تعالى :) جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ( ( الإسراء : ٨١ ) وعن ابن مسعود رضي الله عنه :
( ٩١٥ ) دخل النبي ( ﷺ ) مكة وحول الكعبة ثلثمائة وستون صنماً، فجعل يطعنها بعود نبعة ويقول :) جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ( ( الإسراء : ٨١ )، ) جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِىء الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (. والحق : القرآن. وقيل : الإسلام. وقيل : السيف. وقيل : الباطل : إبليس لعنه الله، أي : ما ينشىء خلقاً ولا يعيده، المنشيء