" صفحة رقم ٦٠٣ "
قوله :) بَيْنَ يَدَىْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ( ( سبأ : ٤٦ ) وكانوا يقولون : وما نحن بمعذبين، إن كان الأمر كما تصفون من قيام الساعة والعقاب والثواب، ونحن أكرم على الله من أن يعذّبنا، قائسين أمر الآخرة على أمر الدنيا ؛ فهذا كان قذفهم بالغيب، وهو غيب ومقذوف به من جهة بعيدة ؛ لأن دار الجزاء لا تنقاس على دار التكليف ) مَّا يَشْتَهُونَ ( من نفع الإيمان يومئذ والنجاة به من النار والفوز بالجنة. أو من الردّ إلى الدنيا، كما حكى عنهم ) فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً ( ( السجدة : ١٢ ). ) بِأَشْيَاعِهِم ( بأشباههم من كفرة الأمم ومن كان مذهبه مذهبهم ) مُرِيبٍ ( إما من أرابه، إذا أوقعه في الريبة والتهمة. أو من أراب الرجل، إذا صار ذا ريبة ودخل فيها، وكلاهما مجاز ؛ إلاّ أنّ المريب من الأول منقول ممن يصحّ أن يكون مريباً من الأعيان إلى المعنى، والمريب من الثاني منقول من صاحب الشك إلى الشك، كما تقول : شعر شاعر.
عن رسول الله ( ﷺ ) :
( ٩١٦ ) ( مَنْ قَرَأَ سُورَةَ سَبإٍ لَمْ يَبْقَ رسولٌ ولا نَبِيٌّ إلاّ كانَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَفِيقاً ومُصَافِحاً ).


الصفحة التالية
Icon