" صفحة رقم ٦١١ "
فقال :( هلْ مررتَ بِوَادِي أهْلك محلاً ثُمَّ مررتَ به يهزّ خضراً ) قال : نَعمْ. قالَ :( فكذلكَ يحيي الله الموتى وتلكَ آيتُهُ في خَلْقِهِ ). وقيل : يحيي الله الخلق بماء يرسله من تحت العرش كمني الرجال، تنبت منه أجساد الخلق.
) مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَائِكَ هُوَ يَبُورُ (
فاطر :( ١٠ ) من كان يريد.....
كان الكافرون يتعزرون بالأصنام، كما قال عزّ وجلّ :) وَاتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ ءالِهَةً لّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً ( ( مريم : ٨١ )، والذين آمنوا بألسنتهم من غير مواطأة قلوبهم كانوا يتعززون بالمشركين، كما قال تعالى :) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً ( ( النساء : ١٣٩ ) فبين أن لا عزة إلاّ لله ولأوليائه. وقال :) وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ( والمعنى فليطلبها عند الله، فوضع قوله :) فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ( موضعه، استغناء به عنه لدلالته عليه ؛ لأن الشيء لا يطلب إلا عند صاحبه ومالكه. ونظيره قولك : من أراد النصيحة فهي عند الأبرار، تريد : فليطلبها عندهم ؛ إلاّ أنك أقمت ما يدل عليه مقامه. ومعنى :) الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ( أنّ العزّة كلها مختصة بالله : عزة الدنيا وعزة الآخرة. ثم عرف أن ما تطلب به العزة هو الإيمان والعمل الصالح بقوله :) إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ( والكلم الطيب : لا إلاه إلاّ الله. عن ابن عباس رضي الله عنهما : يعني أنّ هذه الكلم لا تقبل. ولا تصعد إلى السماء فتكتب حيث تكتب الأعمال المقبولة، كما قال عزّ وجلّ :) إِنَّ كِتَابَ الاْبْرَارِ لَفِى عِلّيّينَ ( ( المطففين : ١٨ ) إلاّ إذا اقترن بها العمل الصالح الذي يحققها ويصدقها فرفعها وأصعدها. وقيل : الرافع الكلم، والمرفوع العمل ؛ لأنه لا يقبل عمل إلاّ من موحد. وقيل : الرافع هو الله تعالى، والمرفوع العمل. وقيل : الكلم الطيب : كل ذكر من تكبير وتسبيح وتهليل وقراءة قرآن ودعاء واستغفار وغير ذلك. وعن النبي ( ﷺ ) :
( ٩٢١ ) ( هو قول الرجل سبحان الله والحمد لله ولا إلاه إلاّ الله والله أكبر إذا قالها