" صفحة رقم ٦١٨ "
بالوعيد الحق. والأمّة الجماعة الكثيرة. قال الله تعالى : وجد عليه أمّة من الناس، ويقال لأهل كل عصر : أمّة، وفي حدود المتكلمين : الأمّة هم المصدقون بالرسول ( ﷺ ) دون المبعوث إليهم، وهم الذين يعتبر إجماعهم، والمراد ههنا : أهل العصر. فإن قلت : كم من أمّة في الفترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ولم يخل فيها نذير ؟ قلت : إذا كانت آثار النذارة باقية لم تخل من نذير إلى أن تندرس، حين اندرست آثار نذارة عيسى بعث الله محمداً ( ﷺ ). فإن قلت : كيف اكتفى بذكر النذير عن البشير في آخر الآية بعد ذكرهما ؟ قلت : لما كانت النذارة مشفوعة بالبشارة لا محالة، دلّ ذكرها على ذكرها، لا سيما قد اشتملت الآية على ذكرهما.
) وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (
فاطر :( ٢٥ - ٢٦ ) وإن يكذبوك فقد.....
) بِالْبَيِّنَاتِ ( بالشواهد على صحة النبوّة وهي المعجزات ) وَبِالزُّبُرِ ( وبالصحف ) وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ( نحو التوراة والإنجيل والزبور. لما كانت هذه الأشياء في جنسهم أسند المجيء بها إليهم إسناداً مطلقاً، وإن كان بعضها في جميعهم : وهي البينات، وبعضها في بعضهم : وهي الزبر والكتاب. وفيه مسلاة لرسول الله ( ﷺ ).
) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أنَزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَآبِّ وَالاٌّ نْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (
فاطر :( ٢٧ ) ألم تر أن.....
) أَلْوَانُهَا ( أجناسها من الرمّان والتفاح والتين والعنب وغيرها مما لا يحصر أو هيئاتها من الحمرة والصفرة والخضرة ونحوها. والجدد : الخطط والطرائق. قال لبيد : أَوْ مَذْهَبْ جُدَد عَلَى أَلْوَاحِهِ ;
ويقال : جدة الحمار للخطة السوداء على ظهره، وقد يكون للظبي جدتان مسكيتان تفصلان بين لوني ظهره وبطنه ) وَغَرَابِيبُ ( معطوف على بيض أو على جدد، كأنه قيل : ومن الجبال مخطط ذو جدد، ومنها ما هو على لون واحد غرابيب. وعن عكرمة رضي الله عنه : هي الجبال الطوال السود. فإن قلت : الغربيب تأكيد للأسود. يقال : أسود غربيب، وأسود حلكوك : وهو الذي أبعد في السواد وأغرب فيه. ومنه الغراب : ومن


الصفحة التالية
Icon