" صفحة رقم ٦٢١ "
شَكُورٌ (
فاطر :( ٢٩ - ٣٠ ) إن الذين يتلون.....
) يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ ( يداومون على تلاوته وهي شأنهم وديدنهم. وعن مطرف رحمه الله : هي آية القرّاء. عن الكلبي رحمه الله : يأخذون بما فيه. وقيل : يعلمون ما فيه ويعملون به. وعن السدي رحمه الله : هم أصحاب رسول الله ( ﷺ ) ورضي عنهم. وعن عطاء : هم المؤمنون ) يَرْجُونَ ( خبر إن. والتجارة : طلب الثواب بالطاعة. و ) لِيُوَفّيَهُمْ ( متعلق بلن تبور، أي : تجارة ينتفي عنها الكساد وتنفق عند الله ليوفيهم عنده ) أُجُورَهُمْ ( وهي ما استحقوه من الثواب ) وَيَزِيدُهُمْ ( من التفضل على المستحق. وأن شئت جعلت ) يَرْجُونَ ( في موضع الحال على : وأنفقوا راجين ليوفيهم، أي فعلوا جميع ذلك من التلاوة وإقامة الصلاة والإنفاق في سبيل الله لهذا الغرض، وخبر إن قوله :) إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ( على معنى : غفور لهم شكور لأعمالهم. والشكر مجاز عن الإثابة.
) وَالَّذِى أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (
فاطر :( ٣١ ) والذي أوحينا إليك.....
) بِالْكِتَابِ ( القرآن. ومن للتبيين أو الجنس. ومن للتبعيض ) مُصَدّقاً ( حال مؤكدة ؛ لأنّ الحق لا ينفك عن هذا التصديق ) لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ( لما تقدّمه من الكتب ) لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ( يعني أنه خبرك وأبصر أحوالك، فرآك أهلاً لأن يوحي إليك مثل هذا الكتاب المعجز الذي هو عيار على سائر الكتب.
) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذُنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وَقَالُواْ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِى أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (
فاطر :( ٣٢ ) ثم أورثنا الكتاب.....
فإن قلت : ما معنى قوله :) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ ( ؟ قلت : فيه وجهان، أحدهما : إنا أوحينا إليك القرآن ثم أورثنا من بعدك أي حكمنا بتوريثه. أو قال : أورثناه وهو يريد نورثه، لما عليه أخبار الله ) الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ( وهم أمّته من الصحابة والتابعين


الصفحة التالية
Icon