" صفحة رقم ٦٢٤ "
مسيرهم ؛ وكأني بأهل لا إلاه إلاّ الله يخرجون من قبورهم وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ) وذكر الشكور : دليل على أن القوم كثيرو الحسنات، المقامة : بمعنى الإقامة يقال : أقمت إقامة ومقاماً ومقامة ) مِن فَضْلِهِ ( من عطائه وإفضاله، من قولهم : لفلان فضول على قومه وفواضل، وليس من الفضل الذي هو التفضل ؛ لأنّ الثواب بمنزلة الأجر المستحق، والتفضل كالتبرع. وقرىء :( لغوب ) بالفتح : وهو اسم ما يلغب منه، أي : لا تتكلف عملاً يلغبنا : أو مصدر كالقبول والولوغ، أو صفة للمصدر، كأنه لغوب لغوب، كقولك : موت مائت، فإن قلت : ما الفرق بين النصب واللغوب ؟ قلت : النصب التعب والمشقة التي تصيب المنتصب للأمر المزاول به. وأما اللغوب فما يلحقه من الفتور بسبب النصب : نفس المشقة والكلفة. واللغوب : نتيجته وما يحدث منه من الكلال والفترة.
) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ (
فاطر :( ٣٦ ) والذين كفروا لهم.....
) فَيَمُوتُواْ ( جواب النفي، ونصبه بإضمار أن : وقرىء :( فيموتون ) عطفاً على يقضي، وإدخالاً له في حكم النفي، أي : لا يقضي عليهم الموت فلا يموتون، كقوله تعالى :) وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ( ( المرسلات : ٣٦ )، ) كَذالِكَ ( مثل ذلك الجزاء ) نُجْزِى ( وقرىء :( يجازى ). ( وَنُجْزِي ) ) كُلَّ كَفُورٍ ( بالنون ) يَصْطَرِخُونَ ( يتصارخون : يفتعلون من الصراخ وهو الصياح بجهد وشدّة. قال : كَصَرْخَةٍ حُبْلَى أَسْلَمَتْهَا قبِيلُهَا ;
واستعمل في الاستغاثة لجهد المستغيث صوته. فإن قلت : هلا اكتفى بصالحاً كما أكتفى به في قوله تعالى :) فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً ( ( السجدة : ١٢ ) وما فائدة زيادة ) غَيْرَ


الصفحة التالية
Icon