" صفحة رقم ٦٢٨ "
( ٩٢٩ ) ( لا تمكرُوا ولا تعينُوا ماكراً ؛ فإنّ الله تعالى يقول :) وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيّىء إِلاَّ بِأَهْلِهِ ( ولا تبغوا ولا تعينوا باغياً، يقول الله تعالى :) إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُمْ (. وعن كعب أنه قال لابن عباس رضي الله عنهما : قرأت في التوراة : من حفر مغواة وقع فيها. قال : أن وجدت ذلك في كتاب الله، وقرأ الآية. وفي أمثال العرب : من حفر لأخيه جباً وقع فيه منكباً. وقرأ حمزة :( ومكر السيىءْ ) بإسكان الهمزة، وذلك لاستثقاله الحركات مع الياء والهمزة، ولعله اختلس فظنّ سكوناً أو وقف وقفة خفيفة، ثم ابتدى ) وَلاَ يَحِيقُ (. وقرأ ابن مسعود :( مكراً سيئاً ) ) سُنَّتُ الاْوَّلِينِ ( إنزال العذاب على الذين كذبوا برسلهم من الأمم قبلهم، وجعل استقبالهم لذلك انتظاراً له منهم، وبين أنّ عادته التي هي الانتقام من مكذبي الرسل عادة لا يبدلها ولا يحولها، أي : لا يغيرها، وأنّ ذلك مفعول له لا محالة، واستشهد عليهم بما كانوا يشاهدونه في مسايرهم ومتاجرهم في رحلهم إلى الشام والعراق واليمن : من آثار الماضين وعلامات هلاكهم ودمارهم ) لِيُعْجِزَهُ ( ليسبقه ويفوته.
) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَاكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً (
فاطر :( ٤٥ ) ولو يؤاخذ الله.....
) بِمَا كَسَبُواْ ( بما اقترفوا من معاصيهم ) عَلَى ظَهْرِهَا ( على ظهر الأرض ) مِن دَابَّةٍ ( من نسمة تدب عليها، يريد بني آدم. وقيل : ما ترك بني آدم وغيرهم من سائر الدواب بشؤم ذنوبهم. وعن ابن مسعود :
( ٩٣٠ ) كاد الجعل يعذب في جحره بذنب ابن آدم، ثم تلا هذه الآية. وعن أنس : إن الضبّ ليموت هزالاً في جحره بذنب ابن آدم. وقيل : يحبس المطر فيهلك كل شيء ) إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ( إلى يوم القيامة ) كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً ( وعيد بالجزاء.
وعن رسول الله ( ﷺ ) :


الصفحة التالية
Icon